السؤال
نريد أن نعرف نبذة عن حياة رابعة العدوية وهل كانت صوفية أم ماذا .
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن رابعة العدوية امرأة من أتباع التابعين، وقد توفيت سنة ثمانين ومائة، وكانت مشهورة بالعبادة والزهد، ولم يكن التصوف معروفا في ذلك العصر باسمه ولا ميزاته المعروفة الآن، وإنما كان هناك عباد تميزوا بزهدهم وورعهم، وكان أئمة السلف يثنون على رابعة منهم: سفيان الثوري وغيره، وقد أثنى عليها ابن الجوزي في صفة الصفوة، وألف في سيرتها جزءا خاصا، وقد اتهمها بعضهم بالحلول، وأنكر ذلك الذهبي في السير، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء عند ترجمتها: رابعة العدوية البصرية الزاهدة العابدة الخاشعة، رابعة بنت إسماعيل أم عمر ولاؤها للعتكيين، ولها سيرة في جزء لابن الجوزي، وذكر أنه قال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن الحسين حدثني عبيس بن ميمون العطار حدثتني عبدة بنت أبي شوال وكانت تخدم رابعة العدوية قالت: كانت رابعة تصلي الليل كله، فإذا طلع الفجر هجعت هجعة حتى يسفر الفجر، فكنت أسمعها تقول: يا نفس كم تنامين, وإلى كم تقومين، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور... وقال أبو سعيد بن الأعرابي: أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة، وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها وقد تمثلته بهذا.
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي * وأبحت جسمي من أراد جلوسي.
فنسبها بعضهم إلى الحلول بنصف البيت، وإلى الإباحة بتمامه. قلت ـ والقول للذهبي ـ فهذا غلو وجهل، ولعل من نسبها إلى ذلك مباحي حلولي ليحتج بها على كفره كاحتجاجهم بخبر: كنت سمعه الذي يسمع به. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني