السؤال
الرجل يشتهي أن يكون له زوجات عديدات ويشتهي أيضا أن زوجاته لا تحب سواه لذلك كرم الله الرجل المؤمن وجعل له زوجات عديدات من الحور العين وغيرهن وجعلهن قاصرات الطرف كما يشتهي كما أن المرأة تشتهي أن يكون لها زوج واحد لا يحب سواها فلماذا جعل الله للرجل زوجات عديدات ؟ ( وإذا كانت هذه الرغبة لا توجد في الجنة فلماذا لا تكون رغبة الرجال في الزواج بأكثر من واحده غير موجودة في الجنة كي تشتهي النساء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى حكيم في تدبيره لأمور خلقه والواجب على المسلم الرضى بما قدره الله تعالى في ملكه، وأن يتذكر قول الله تعالى: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:23}. وفي صحيح مسلم عن أبي الأسود الدؤلي قال: قال لي عمران بن الحصين، أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق؟ أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت: بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم، قال: أفلا يكون ظلما؟ قال: ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت: كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال لي: يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحزر عقلك، إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء مضى عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق؟ أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليه؟ فقال: لا، بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا.
فلتثق المرأة المسلمة أن الله عدل حكيم رحيم بالبشرية، وقد دبر أمورهم بحكمة بالغة وعدل، وقسم بينهم أرزاقهم، فلا يحق لها أن تعترض على جعل الله صلاحيات للرجال أو طاقات أكبر من طاقات النسوان، فلو تصور عاقل ما أن هناك رجلين أحدهما أكول ضخم البدن، والثاني قليل الأكل نحيف البدن فاقد الشهية، هل يصح أن يعترض على الله فيقول: لماذا لم يجعل الله هذا الضخم الأكول فاقد الشهية نحيف البدن حتى يساوي هذا النحيف؟ لا يعقل هذا أبدا ولا يقوله مؤمن. ولا ينبغي كذلك أن يتمنى المفضول على الله أن يساويه بمن فضله عليه، فالله يعطي فضله من يشاء، وقد قال سبحانه وتعالى: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ{النساء: 32}. وراجعي هذه الفتوى: 53111.
والله أعلم.