السؤال
جزاكم الله عنا كل خير أود أن أتأكد من سند وصية أبي بكر رضي الله عنه للفاروق عمر وأين أجد سندها
(إني مستخلفك من بعدي وموصيك بتقوى الله ....
إن لله عملا بالليل لا يقبله بالنهار وإن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل ... وإنه لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ......
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبإمكانك أن تطلع على عهد أبي بكر لعمر رضي الله عنهما بالخلافة في أكثر مراجع التاريخ والسير وخاصة تاريخ الطبري، والبداية والنهاية لابن كثير.. وابن الجوزي والسيوطي في تاريخ الخلفاء... ومع ذلك نقول: لم يكن اختيار أبي بكر لعمر عن محاباة وميل عاطفي أو علاقة شخصية، ولو كان شيء من ذلك لكان الأولى أن يكون لأبنائه أو أقاربه أو قبيلته، ولكن منبع ذلك الاختيار كان الحرص على الإسلام ومصلحة المسلمين العامة والخاصة.
ولم يعهد أبو بكر لعمر من تلقاء نفسه؛ وإنما كان ذلك بعد مشاورة طويلة وأخذ لآراء الأعيان من الصحابة وأهل الحل والعقد في المجتمع.
وخلاصة ما ذكر أهل العلم في ذلك أن أبا بكر خشي على المسلمين أن يختلفوا من بعده فدعاهم إلى أن يبحثوا لأنفسهم عن خليفة بعده- لما ثقل عليه المرض- ورغب أن يكون ذلك في حياته وبمعرفته وليشاركهم برأيه في ذلك، فلم يتقفوا في تلك الفترة على شخص فوضعوا الأمر بين يديه، وعندئذ أخذ يستشير أعيان الصحابة كلا منهم على انفراد، ولما رأى اتفاقهم على جدارة عمر وفضله طلع عليهم وأخبرهم أنه لم يأل جهدا في اختيار من هو أصلح لهذا الأمر من بعده، وأنه قد اختار لهم عمر فقالوا جميعا سمعنا وأطعنا، فكتب بذلك كتابا وأمر بقراءته على عامة الناس في المسجد فأجابوا بالسمع والطاعة وبايعوا جميعا عمر رضي الله عنهم أجمعين في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة
وليس في هذا دليل على ما يظن بعض الناس أن مجرد العهد والاستخلاف يعد طريقة من طرق ثبوت الإمامة والحكم، فثبوت الإمامة والحكم الشرعي لا يتم إلا بعرض الأمر على المسلمين ثم إعلانهم الرضا عن إمامة هذا الذي عهد إليه بها، فلا تتم الإمامة ولا تمضي إلا بالرضى، فلوا أن أبا بكر عهد بالخلافة إلى عمر ولم يرض الناس به فلا اعتبار لذلك العهد.
هذا خلاصة ما ذكروه حول عهد أبي بكر، وبإمكانك أن تطلع على أكثرمن هذا وعلى أقواله وشمائله.. رضي الله عنه في المراجع المشار إليها.
والله أعلم