السؤال
أنا شخص أصلي وأقرأ القرآن ولكن عندي نقطة ضعف واحدة وهي الزنا فماذا أفعل أرجو أن يكون الرد منطقيا ودينيا وعلى حسب إمكانيتي البسيطة
أنا شخص أصلي وأقرأ القرآن ولكن عندي نقطة ضعف واحدة وهي الزنا فماذا أفعل أرجو أن يكون الرد منطقيا ودينيا وعلى حسب إمكانيتي البسيطة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأيها الأخ قد ذكرت أنك تصلي وتقرأ القرآن فأنت إذاً فيك خير، فعليك أن تلتجئ إلى الله تعالى وتتوب إليه توبة نصوحاً لتكون خيراً كلك.
فالزم تلاوة القرآن وأداء الصلاة على الوجه الذي يرضي الله تعالى، واخشع فيها لتكون منهاة لك عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله تعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) [العنكبوت:45] وتدبر كتاب الله تعالى وما فيه من وعيد بالعذاب الشديد لمن عصى الله تعالى واتبع هواه، وفيه من زجر وتهديد وتشنيع على مرتكبي فاحشة الزنا خصوصاً، قال تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ) [الإسراء: 32] وقال تعالى في وصف عباد الرحمن المؤمنين (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً* إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) [الفرقان:68-71].
فمن قرأ هذه الآيات وتدبرها وكان مؤمناً إيماناً صادقاً مصدقاً بوعد الله تعالى ووعيده فلا بد أن يرتدع عن هذه الفاحشة ويتوب إلى الله تعالى، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" كما في الصحيحين عن أبي هريرة، ثم إن الزنا يتنافى مع الخلق الرفيع والإنصاف من النفس، ولذلك ثبت في المسند عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه ، و قالوا : مه مه ، فقال : "ادنه" فدنا منه قريباً ، قال : فجلس ، قال : "أتحبه لأمك" ؟ قال : لا والله، جعلني الله فداءك ، قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم" ، قال : أفتحبه لابنتك" ؟ قال : لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك ، قال : "ولا الناس يحبونه لبناتهم "، قال : "أفتحبه لأختك ؟" قال : لا والله، جعلني الله فداءك قال :" ولا الناس يحبونه لأخواتهم" ، قال : "أفتحبه لعمتك ؟" قال : لا والله، جعلني الله فداءك قال : "و لا الناس يحبونه لعماتهم" ، قال : "أفتحبه لخالتك ؟" قال : لا والله، جعلني الله فداءك ، قال : "ولا الناس يحبونه لخالاتهم" ، قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه ، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
والله أعلم .
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني