السؤال
كنت مع صديقاتي نتحدث فسألت إحداهن سؤالا اعتبرته غريبا وأنكرته وأرجو أن تجيبوني عليه فو الله ما استطعت إجابتها أو إقناعها وهو هل أن الله أحيانا قبل هذه الحياة وشهدنا انه لا اله إلا هو وعشنا ثم متنا ثم أحيانا هذه الحياة ونحن لا نذكر ذلك لكن تمر بنا كثير من المواقف نحسها مكررة وحدثت من قبل وجزاكم الله خيرا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه أخبرنا في محكم كتابه أنه لما خلق أبانا آدم عليه السلام أخذ العهد على ذريته أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا. قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ {الأعراف: 172-173}.
فقد أقر الجميع لله تعالى بالربوبية في تلك المرحلة، ولكنهم عندما جاءوا إلى دار الدنيا والشهوات سقط أكثرهم في الامتحان فاتبع هواه وأشرك بالله تعالى وعصاه..
وقد روى ابن كثير في تفسيره لهذه الآية أن ابن عباس قال: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خلقها إلى يوم القيامة فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الأخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة.
وليس معنى هذا أن الناس عاشوا وشاهدوا من أمور الحياة ما يشاهدونه في حياتهم اليوم أو ما أشبه ذلك، وربما يكون الشخص يفكر في أمر أو يتخيله أو يتمناه فيحصل ذلك الأمر وقد نسيه فيخيل إليه أن هذا الأمر وهذا الموقف مر عليه من قبل وليس معنى ذلك أنه شاهده بالفعل قبل ذلك.
وما يعتقد في بعض النحل الباطلة من تناسخ الأرواح وأن الإنسان يعيش في فترة معينة ثم تنتقل روحه بعد موته إلى إنسان آخر أو حيوان عقيدة فاسدة وفكرة باطلة لا تصح عقلا ولا تقبل شرعا.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36533.
والله أعلم.