السؤال
حدثت مشكلة بيني وبين أهلي ( أمي وأخي وأختي الصغرى وخالي وابنته وزوجته ) وكان سبب المشكلة من طرفهم وعندما واجهتهم بما يفعلوه معي تمادوا في الخطأ ووجدتهم بدون سبب يسبون زوجتي ويرمونها بما لا يليق بها كزوجتي وكإنسانة محترمة وملتزمة وسبوها في عرضها وكان ذلك أمامي وأمام كل الجيران وتطور الموضوع جدا ووقفت أدافع عن زوجتى لعلمي بعدم وجود ذلك بها وعندما علم أخي الأكبر بما فعلت قاطعني هو الآخر وأصبحت سيرتي وسيرة زوجتي على كل لسان في منطقة سكني حيث إنني أسكن في نفس الشارع الذي فيه أهلي وهم لا يتركون أحدا أعرفه إلا وتكلموا معه في أدق خصوصياتي وأغلبها كذب طبعا وهذا أثر على نفسيتي كثيرا لدرجة أنني لا أطيق رؤية أحد منهم وقد وصل الأمر أني كنت مقبلا على طلاق زوجتى من كثرة هذا الكلام الذي يجرحها كثيرا وأخيرا فإنني قصرت العلاقة فقط على أمي أذهب لها كل شهر فقط لأعطيها المبلغ الشهري المخصص لها مني وقد أقسمت على ألا أشرب أو آكل شيئا في هذ البيت مع العلم أن مصدر هذا الكلام ابن خالي وخالي وزوجته وأمي وأختي الصغرى تشجعهم على ذلك كما أني اتصلت بأخي الأكبر هذا قبل رمضان ولكنه كلمني بجفاء شديد مما أحرجني جدا. وقد طلبت أخيرا من المؤسسة التي أعمل بها أن أنتقل لأي فرع لها خارج مصر. هذه هي المشكلة التي أنا بها أرجو أن تشير علي بماذا أفعل تجاههم فهم حولوا حياتي إلى جحيم ومشاكل لا تنتهي في بيتي ، البيت الذي طالما نعمت فيه بالهدوء مع زوجتي وابنتي .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ندري ما الدافع لقرابتك على معاداتك ورمي زوجتك، ومع ذلك نقول: إن كنت أنت وزوجتك مظلومين فأبشرا بمعية الله ونصره، ما دمت تصلهم وتبرهم وتتصل بهم وتزورهم في حين أنهم قد قطعوا صلتك ولم يرعوا حق قرابتك وحق رحمك ورموا زوجتك بما رموها به بغير حق، ونذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له، قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي! فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود. معنى " تسفهم المل" تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم، كما يلحقهم الألم في الرماد الحار. فننصحك بالتحمل والصبر وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، ولكن قابل ما تجده من أذى بالإحسان وبالصبر الجميل، ولعلك إن استمررت في دفع إساءتهم إليك بالإحسان إليهم وصلة رحمهم يشرح الله صدورهم للحق، فيتركون مقاطعتك، وتتحول عداوتهم إلى موالاة ومحبة، قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34ـ35}. أما هؤلاء الذين يسبون زوجتك ويرمونها بما لا يليق فقد ارتكبوا أمرا محرما، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: سباب المسلم فسوق. متفق عليه. ويقول الله عز وجل :إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور:23}. فعليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما هم فيه، وأن يستسمحوا من سبوه ورموه.
وعلى كل حال فلا يسوِّغ لك ارتكاب هؤلاء لما ارتكبوه في حقك وفي حق زوجتك أن تعق أمك أو أن تقلل من شأنها، فشأن الأمهات عظيم، وعقوقهن خطير.
والله أعلم.