السؤال
سألني أحد عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه ذات مرة. ماهو السبب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت حديث اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في الصحيحين من رواية ابن عباس رضي الله عنهما، وسبب الاعتزال ما وجد في نفسه عليهن، ففي رواية البخاري بلفظ: ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن. ورواية مسلم: وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن.
وأما سبب غضبه عليهن فقد اختلفت فيه الروايات، فذكر بعضهم أنه بسبب إفشاء حفصة إلى عائشة سرا كان النبي صلى الله عليه وسلم استكتمها إياه، ففي صحيح البخاري : فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث الذي أفشته حفصة إلى عائشة. والحديث الذي أفشته حفصة إلى عائشة فسره بعضهم بما ورد في قصة العسل وهي في الصحيحين، وفسره آخرون بإتيانه جاريته مارية القبطية في بيت حفصة، وقد رواها البيهقي، والدارقطني، والطبراني في الأوسط والكبير.
وذكر آخرون أن سبب غضبه عليهن ثم اعتزالهن ما ورد من مطالبتهن إياه بالنفقة، وقد جاءت بذلك رواية جابر في صحيح مسلم، وقد ذكر غير ذلك من أسباب.
قال الحافظ في الفتح: ويحتمل أن يكون مجموع هذه الأشياء كان سببا لاعتزالهن، وهذا هو اللائق بمكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وسعة صدره، وكثرة صفحه، وأن ذلك لم يقع منه حتى تكرر موجبه منهن صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن.انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني