السؤال
لماذا لا يتوب عليّ الله من الجنس رغم أني أدعوه بذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أمر الله تعالى بالتوبة وحث عليها، قال عز من قائل: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً) [التحريم: 8).
والتوبة النصوح هي التي لا عودة بعدها إلى الذنب. قال قتادة: النصوح الصادقة الناصحة الخالصة. وقال صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" رواه مسلم وقال أيضا: "ويتوب الله على من تاب".
فمن تاب توبة صادقة، خالصة مستوفية لشروطها، في زمن الإمكان، تاب الله تعالى عليه مما كان منه، ولو عظم. وهذا خبر الله ووعده. والله لا يخلف الميعاد.
وكثير من الناس يتوبون توبة غير صادقة، أو يصدقون في التوبة ولكنهم لا يأخذون بالأسباب التي من مقتضياتها ألا يعود التائب إلى ما كان عليه من معاص مرة أخرى.
وشروط التوبة الصادقة إذا كان الذنب بين العبد وبين الله، ولا تتعلق بحق آدمي: أن يقلع العبد عن المعصية، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم ألا يعود إليها أبداً، وإذا كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فتزيد شرطاً رابعاً: وهو أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالا رده إليه، أو قذفاً طلب منه العفو أو مكنه منه ، أو غيبة استحله منها، ونحو ذلك.
وقد يكون من أسباب وقوعك في الحرام مع إعلان توبتك أنك لا تأخذ بالأسباب اللازمة للبعد منه، وأنك ترعى حول الحمى، ومن رعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه. فإطلاق البصر في النساء أو الصور الخليعة، والخلوة بالأجنبيات وعدم التحرز من ذلك من أسباب الوقوع في الحرام.
والله جل وعلا حرم ذلك، لأنه وسيلة إلى الحرام، وهو من خطوات الشيطان، وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) [التوبة: 21].
فاصدق مع الله يصدقك الله تعالى. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني