الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم السباحة والغوص في البحر عند احتمال هجوم القرش

السؤال

أحبُّ السباحة والغوص في البحار، ولكن أحيانًا نسمع عن حوادث هجوم القرش على شخص أو شخصين. على الرغم من أن هذه الحوادث نادرة، حيث تحدث لشخص من بين مليون شخص مثلاً، وكذلك أستمتع بالسباحة والغوص في المحميات الطبيعية التي تخضع للرقابة، وكذلك في المنتجعات السياحية. ومع ذلك، يبقى البحر مفتوحًا، وتظل احتمالية حدوث مثل هذه الحوادث واردة، حتى لو كانت نادرة. فهل يعتبر ذلك من قبيل التعرض للخطر المفرط؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الغالب هو السلامة من وقوع مثل هذه الحوادث، فاحتمال وقوعها لا يؤخذ منه حرمة نزول البحر. كما هو الحال في ركوب البحر نفسه، أو اللعب بالألعاب الخطرة.

جاء في فتاوى النووي: وإن اصطاد -يعني الحواء الذي يصيد الحَيَّات ويجمعها- الحيّة ليرغب الناس في اعتماد معرفته، وهو حاذق في صنعته، ويسلم منها في ظنه، ولسعته: لم يأثم، وإذا انفلتت، وأتلفت لم يضمن. اهـ.

ونقله ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج ثم قال: ويؤخذ من كلامه هذا أيضًا ‌حل ‌أنواع ‌اللعب ‌الخطرة من الحذاق بها، الذين تغلب سلامتهم منها، ويحل التفرج عليهم حينئذ. اهـ.

وقال زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: قال شيخنا -يعني الرملي-: ينبغي أن يكون للعب بالحَيَّات، ومشي ‌البهلوان، كركوب البحر، إن غلبت السلامة جاز، وإلا حرم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني