الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتفاع بالمنحة لمن تغيرت حاله بعد قبضها

السؤال

دولتي تقدم للتلاميذ المعوزين مبلغا من المال، وكتبا مدرسية مجانية كل عام دراسي جديد، وأنا كنت منهم، لكن بمجرد الاستفادة من تلك المنحة جاء لأبي رزق، وأصبح غير معني. فماذا عليَّ أن أفعل؟
مع العلم بأن أبي الآن يسعى للتخلص من ديونه، ولا يمكنني شراء كتب حاليا. فهل يجوز لي استعمال تلك الكتب في دراستي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجوز لك الانتفاع بالمنحة التي تعطيها دولتك -للتلاميذ المعوزين- إذا استوفيتَ شروط الجهة المانحة، ولا يؤثر في جواز الاستفادة من تلك الكتب الممنوحة لك، كون أبيك قد جاءه رزق، وأصبحتَ بسببه غير مشمول بتلك المنحة؛ لأنك عند أخذك لها كنت مستحقاً لها، فإذا قبضتها تمت المنحة، وصارت ملكاً لك؛ لأن هذه المنحة هي في حقيقتها هبة، فتأخذ حكمها.

كما قال البهوتي في زاد المستقنع: وتلزم بالقبض بإذن واهب. اهـ.

وعليه؛ فيجوز لك الانتفاع بالكتب والأموال التي قبضتها قبل تغير حالتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني