الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب ورود قوله تعالى: (فإنك بأعيننا) بالباء، وليس بحرف الجر في

السؤال

قال تعالى: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) والقرآن معجز في كل آية بكل كلمة، بل بكل حرف.فلماذا قال تعالى: بأعيننا بالباء، بدلا من في أعيننا باستخدام حرف الجر في؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الباء قد تأتي بمعنى في، كما قال ابن مالك في الألفية:

والظرفيةَ استَبِن ببا وفي ... إلى آخره.

ومنه قول الله تعالى: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ {الصافات: 137- 138} أي وفي الليل.

وقول الله تعالى: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ {آل عمران: 123}، وقوله: نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ {القمر: 34}.

وقوله: يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ {الحديد: 12}.

وبناء عليه؛ يعلم أنه لا إشكال في ورود أحد الحرفين وتبادلهما في الأساليب العربية.

ولكن الباء في هذه الآية ليست بمعنى في الظرفية، بل هي للمصاحبة. قال السعدي في تفسيره: ووعده الله بالكفاية بقوله: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أي: بمرأى منا وحفظ، واعتناء بأمرك. انتهى

وراجع الفتوى: 141783

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني