الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شرب البيرة المحتوية على الكحول

السؤال

تقدم لي شاب صاحب خُلق ولا ينقصه شيء، يعيش في أوروبا، ولكنه قد صارحني بأنه يشرب البيرة التي بداخلها كحول في بعض الأحيان، ولكن بنسبة لا تتجاوز 1% أو 2 % ولكن لا يصل إلى السكر أبدا. وقد قرأت عبر الإنترنت أن هذا لا يسكر، وأن بعض العلماء قد أجازوه.
فهل ذلك صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الشراب يسكر من شرب منه الكثير؛ فهو محرم لا يجوز شرب شيء منه قلّ أو كثر، سواء أسكر أم لم يسكر؛ لما رواه الترمذي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أسكر كثيره فقليله حرام.

وقد جاء في سؤال لدار الإفتاء المصرية: ..إنه لاحظ أن شراب ‌البيرة لا يؤثر على شاربها إذا أخذ منها كمية معقولة، لأنها بعكس غيرها من المشروبات الروحية نسبة تركيز الكحول بها بسيطة جدا، وتقل عن نسبتها في الكينا البسليرى.

وسأل هل احتساء قليل من ‌البيرة بالدرجة التي لا تسكر حلال أم حرام؟

فأجاب شيخ الأزهر حسن مأمون -رحمه الله-: إن الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءت بتحريم كل مسكر.

فقد روي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام) وفي رواية مسلم: (كل مسكر خمر، وكل خمر حرام) وعنه -أيضا- أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) رواه أحمد وابن ماجه والدارقطني وصححه.

فهذه الآثار تدل على أن كل شراب أسكر فهو خمر، وأن ما أسكر كثيره فقليله حرام.

والبيرة باعتراف السائل شراب من الشربة المسكرة فتكون محرمة.

القليل منها والكثير سواء، لأنها تعتبر خمرا شرعا.

لعموم قوله عليه السلام: (كل مسكر خمر وكل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام). والله أعلم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني