الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة الحب في الله وحكمه

السؤال

هل محبة الآخرين في الله واجبة، أم أنها من مكملات الإيمان؟ أي إن لم يفعلها الإنسان، هل يأثم على كل شخص يحبه؟ أي بقول ابن القيم: وها هنا أربعة أنواع من المحبة، يجب التفريق بينها، وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينها. اهـ.
وهذه الأنواع الأربعة هي: 1- محبة الله. 2- ومحبة ما يحب الله. 3- والحب لله، وفيه. 4- والمحبة مع الله.
فهل رقم 2، و 3 واجبات؟ ويقال: إنه يجب أن أحب كل إنسان، وأبغضه بحسب معصيته، فهل هذا واجب؟ لأننا كلنا عصاة، ولا أحد بلا ذنوب، حتى أنا، وعائلتي، وإخوتي، فهل يجب أن يكون حبي للجميع ناقصاً، وأشعر بعدم الراحة معهم؟ سأسعد بصحبة من في هذه الدنيا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن حبك لأسرتك وعائلتك الحب الطبعي الجبلي مما لا تلامين عليه، ولا تؤاخذين به، لكن من كان متلبسًا بالمعصية، فلا بد أن تبغضي معصيته، وأن تتمني له الهداية، وأن ينزع عن هذه المعصية؛ لكون تلك المعصية مما يبغضه الله -تعالى-، وتحقيق هذا سهل ميسور ليس فيه مشقة -بحمد الله-، فالحب في الله، والبغض في الله، وحب ما يحبه الله -تعالى-، وبغض ما يبغضه من واجبات الإيمان، وبقدر كمال تلك المحبة في القلب يكون كمال الإيمان، وبقدر نقصها ينقص الإيمان.

وقد بينا حقيقة الحب في الله، والبغض فيه في الفتوى: 66090.

وبينا وجوب الحب في الله، والبغض فيه، وأنه من أوثق عرى الإيمان في الفتوى: 166923، فلتنظر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني