السؤال
توفيت والدتي، وكانت قد أوصت أن تدفن في مقبرة والدتها، بدلاً من أن تدفن بمقبرة والدي … والآن قد امتلأت المقبرة بالموتى، ونرغب أنا وأختي أن نُدفن مع والدتي -رحمها الله-. فإذا قمنا بشراء مقبرة خاصة، لنا، وقمنا بنقل والدتي إليها، لتُدفن معنا، أنا وأختي وأبي. فهل هذا يزعج والدتي، أو يعتبر مخالفة لوصيتها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لكم نبش قبر أمكم، ولا نقلها، لأجل ما ذكرت، فنبش قبر الميت أمر محرم.
قال العلامة خليل المالكي في المختصر مع شرحه: (وَالْقَبْرُ حَبْسٌ عَلَى الْمَيِّتِ لَا يُنْبَشُ): أَيْ يَحْرُمُ نَبْشُهُ (مَا دَامَ) الْمَيِّتُ (بِهِ): أَيْ فِيهِ. اهـ.
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى مَنْعِ نَبْشِ الْقَبْرِ إلاَّ لِعُذْرٍ وَغَرَضٍ صَحِيحٍ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ مِنَ الأْعْذَارِ الَّتِي تُجِيزُ نَبْشَ الْقَبْرِ كَوْنَ الأْرْضِ مَغْصُوبَةً، أَوِ الْكَفَنِ مَغْصُوبًا، أَوْ سَقَطَ مَالٌ فِي الْقَبْرِ، وَعِنْدَهُمْ تَفْصِيلٌ فِي هَذِهِ الأْعْذَارِ. اهـ.
وليس من الأعذار التي يباح معها نبش قبر الميت ما ذكرته من أنكم تريدون أن تُدْفَنُوا قريبًا منها في المقبرة الجديدة، فهذا ليس عذرًا مقبولاً يبيح لكم نبش قبرها.
والله أعلم.