السؤال
أنا فتاة مررت بفترة طيش، وبدأت بمتابعة أشياء محرمة، إلا أن عائلتي كشفت أنني أتابع هذه الأشياء، وأمروني بحذف جميع حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي. ويشهد الله أنني كنت أنوي التوبة، كما أنني أقيم الصلاة، وحافظة للقرآن.
فكيف أسترد ثقة أهلي بي؟ وكيف أنمي علاقتي مع الله -عز وجل-؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحمد لك أنك أدركت خطأ المسلك الذي قمت بسلوكه في بداية الأمر، والسير في طريق الطيش، وارتكاب المحرمات. وهذه هي بداية السبيل للتصحيح.
وقد أحسن أهلك حين نبهوك إلى أخطائك، فأنت تحت مسؤوليتهم، كما قال تعالى: يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ {النساء:11}.
قال السعدي في تفسيره: أي: أولادكم -يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع، قد وصاكم الله عليهم؛ لتقوموا بمصالحهم الدينية، والدنيوية، فتعلمونهم، وتؤدبونهم، وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله، وملازمة التقوى على الدوام، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ. فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها؛ فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب. انتهى.
وصلاح حالك وإقبالك على ربك هو السبيل لكسب ثقة أهلك، لأنهم يحبون صلاحك. وإذا رضي الله عنك أرضى عنك الناس، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.
وأول طريق الصلاح التوبة إلى الله سبحانه توبة نصوحا، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا {التحريم:8}، وسبق بيان شروط التوبة، ودلائل قبولها.
وعليك بالحرص على امتثال الطاعات، ولا سيما الفرائض، واجتناب المحرمات، وخاصة الكبائر.
وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى: 12928، 10800، 1208. ففيها توجيهات نافعة.
وقد أحسنت بإقامتك الصلاة، وحفظ القرآن. فاثبتي على ذلك، وسلي الله تعالى المزيد.
والله أعلم.