السؤال
نحن عائلة منَّ الله علينا بالالتزام والهدوء. ونحب بعضنا: أب عطوف محب، وأم لا همَّ لها إلا تعليمنا القرآن والشريعة، وتربيتنا تربية حسنة. ولكن منذ أربع سنوات عندما فُقد أبي، اختلف كل شيء وتغيَّر حالنا. أمي عاطفية جدا، وتؤدي كل واجباتها كأم، ولا تقصر في حقنا أبدا.
ولكن لم تصبر أبدا على غياب أبي، بدأت تبحث عن حلول لتروي عاطفتها، وللأسف سلكت مسلكا خاطئا، بدأت بمراسلة شباب تتكلم معهم كلاما لا يرضي الله ولا رسوله، وتقضي حاجتها معهم.
عندما علمت بالأمر، كلمتها ونصحتها، ولم أترك طريقا إلا وسلكته في نصحها. في أول الأمر تُريني أنها لا تكلم أحدا خوفا مني فقط، ثم تعود للأمر.
أنا على هذا الحال منذ أربع سنوات، وإخوتي أصغر مني أيضا علموا بالأمر، ولكن لا حول لنا ولا قوة.
فكيف أتعامل مع أمي؟ لأني أقاطعها ولا أتكلم معها أبدا عندما أكتشف حديثها، وتستمر المقاطعة لمدة أسبوعين، ثم تُظهر لي ندمها، تبتعد أول فترة ثم تعود، وأكتشف أنا ذلك، وهكذا على هذا الحال.
أخاف عند مقاطعتي أن أكون عاقة، ولكن لا أستطيع النظر في وجهها أبدا، ولا التكلم معها مهما حاولت وجاهدت.
أرجو أن تفتوني: كيف أتعامل معها، فوالله إن قلبي يعتصر ألما، وليس باليد حيلة؟
أنا أكبر إخوتي عمري 23 سنة، وأمي خريجة شريعة، وقد عرضت عليها أن تتزوج، لكنها ترفض بشدة، فهي لا تزال تحبه كثيراً، وعلى قولها ستنتظره طول عمرها.