السؤال
أحب فتاة، وهي على قدر من العفة والأخلاق والأدب والحياء ولبس الفضفاض، وهي بعد فضل الله علي من ضمن الأسباب التي شجعتني على الطاعات، تواصلت معها منذ زمن، وكانت علاقتنا بسيطة، أعلم أنها حرام، لكن لم يحصل بيننا مثل ما يحصل عادة.... وكان كلاما خفيفا وتركتها، وعاهدتني أنها ستنتظرني.... واتجهنا لحفظ القرآن والإقبال على الطاعات... وأنا مريض بها وأعاني من صبري، ونوبات اكتئاب تنتابني... وتعلمون صعوبة الزواج في هذا الزمان والبطالة الشديدة..... أريد أن تكون هذه البنت من نصيبي، علموني بعض الأدعية تصبرني على الواقع المر، أنا أريد الحلال فقط، وفي الأخير دعواتكم لنا بالصبر....
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العلاقات التي شاعت بين الشباب والفتيات بدعوى الحب والرغبة في الزواج؛ سواء كانت بعلم الأهل أو بغير علمهم؛ باب فتنة وذريعة شر وفساد، وكم أوقعت في مصائب، وأورثت ندماً وحسرة، ومن وقع في قلبه حب امرأة؛ فليس له أن يبادلها الكلام أو المراسلة، ولو كان الكلام في أمور الدين والتعاون على الخير، فقد يكون ذلك من استدراج الشيطان وخداع النفس الأمارة بالسوء، ولكن الطريق المشروع هو التقدم لأهلها لطلبها للزواج، فإن لم يتيسر لهما الزواج فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في آخرته ودنياه، وانظر الفتوى: 430774.
فإن كنت غير قادر على الزواج من هذه المرأة؛ فلا تشغل قلبك بها، واجتهد في تحصيل مؤنة الزواج، واستعن بالله تعالى ولا تعجز، وأكثر من الدعاء، فإنّه من أنفع الأسباب، واحرص على جوامع الدعاء وخاصة ما ورد في القرآن والسنة، مع مراعاة آداب الدعاء المبينة في الفتاوى: 441736، 412414، 458992.
والله أعلم.