السؤال
تعلقت بفتاة تعلقا شديدا، وأحبتني حبا شديدا. ووعدتها بالزواج، مع العلم أنني متزوج وعندي طفلان، وأحب زوجتي الأولى، ولم أنكر ذلك مطلقا أمام من أحببتها. كنت دوما أقول لها إنني أحب زوجتي الأولى، ولن أتخلى عنها يوما.
في البداية أحبت تلك الصفة في وهي: حبي لزوجتي الأولى وعدم نكران الجميل، معللة ذلك بأنها ستأمن على نفسها معي.
ولكن بعد ذلك رأيت غيرة شديدة عندها كلما قلت لها إنني أحب زوجتي الأولى.
أردت مررا وتكرارا أن أبتعد عنها؛ لأنني تأكدت أنها لن تستطيع تحمل زوجتي الأولى. كما أنني لم أكن قد صارحت زوجتي أنني أنوي الزواج بها، ولكني لم أستطع بسبب حبها لي وحبي لها. حتى جاء يوم وقالت لي إنني أقهرها بسبب أنني أشكر زوجتي كثيرا، وقالت: اتركني في حالي، أنا لن أسامحك.
حاولت مررا وتكرارا أن أسترضيها ولكنها لم توافق، مع العلم أنني لا أريد أن أرجع إليها.
هل أنا آثم بسبب عدم مسامحتها لي؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يحصل بين النساء والرجال الأجانب من علاقات يسمونها حبا؛ باب شر وفساد، وما يحصل من تبادل كلام الحب والغزل ونحوه فهو محرم غير جائز، بل نص بعض الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة ولو لم يكن فيه غزل ومبادلة كلام في الحب.
قال الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقة محمودية: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
ومن وقع في قلبه حب امرأة أجنبية؛ فليس له أن يبادلها الكلام أو المراسلة، ولكن الطريق المشروع هو التقدم لأهلها لطلبها للزواج.
فإن لم يتيسر لهما الزواج فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه، ويشغل وقته بما ينفعه في آخرته ودنياه. وانظر الفتوى: 430774
فاتق الله تعالى وقف عند حدوده، وتب إلى الله تعالى مما حصل بينك وبين تلك المرأة من كلام الحب ونحوه.
واعلم أنّها شريكة لك في الإثم بإقامة تلك العلاقة، ولا حقّ لها عليك حتى تسامحك فيه، وراجع الفتوى: 412219
والله أعلم.