الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى العلي القدير أن يذهب عن زوجتك الهم والغم، وينفس الكرب، وأن يذهب عن قلبها الكدر والحزن، ويدخل في قلبها السرور، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
وأول ما نوصي به: الالتجاء إليه والانكسار بين يديه؛ فهو مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، قال في محكم كتابه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
ومن أهم الأدعية التي ينبغي الحرص عليها، ما تضمن منها سؤال الله -عز وجل- العافية، فلا يعدله شيء.
روى أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الأول على المنبر، ثم بكى، فقال:اسألوا الله العفو والعافية؛ فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية.
وثبت في مسند أحمد وسنن الترمذي عن العباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: يا عباس، يا عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سل الله العافية في الدنيا والآخرة.
فالدعاء أولا.
ثانيا: الصبر معين على تجاوز المحن، واستشعار فضائله فيه، أعظم تسلية للنفس.
روى مسلم عن صهيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء، صبر؛ فكان خيرا له.
وفي الصبر كفارة للذنوب ورفعة للدرجات. جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.
ثالثا: ذكر الله -عز وجل- له فوائده الكثيرة وفضائله الجمة، ومنها طمأنينة القلب وسكون النفس، قال الله -سبحانه-: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، وهو سبب لجلب النعم، ودفع النقم.
قال ابن القيم في الوابل الصيب: ما استجلبت نعم الله -عز وجل- واستدفعت نقمه بمثل ذكر الله -تعالى- فالذكر جلاب للنعم دافع للنقم. قال سبحانه وتعالى: { إن الله يدافع عن الذين آمنوا }، وفي القراءة الأخرى: { إن الله يدفع } فدفعه ودفاعه عنهم بحسب قوة إيمانهم وكماله، ومادة الإيمان وقوته بذكر الله -تعالى- فمن كان أكمل إيمانا وأكثر ذكرا، كان دفع الله -تعالى- عنه ودفاعه أعظم... اهـ.
رابعا: محافظتها على الصلاة، وتلاوتها للقرآن من الأعمال الصالحة والجليلة، التي ينبغي أن يكون لها أثرها على نفسها وشعورها بالثبات والطمأنينة، بدلا من الخوف والحزن.
فعليها الاستمرار في هذه الأعمال، وستجد ذخرها -بإذن الله- في العاجل والآجل، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
خامسا: ما ذكرته من كثرة الأحلام، ومعاناتها عند إرادة قراءة آية الكرسي والمعوذات عند النوم، قد تشير إلى وجود أمر غير عادي من عين، أو مس، أو سحر، وسبيل العلاج من ذلك هو الرقية الشرعية، وقد ذكرنا كيفيتها في الفتوى: 4310، والفتوى: 5252.
وإن أمكنها أن ترقي نفسها بنفسها؛ فذلك أفضل، وإن احتاجت للاستعانة بغيرها؛ فلا بأس بذلك، ولتحرص على أهل الاستقامة في العقيدة والعمل، ولتحذر الدجالين والمشعوذين. روى مسلم عن صفية -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
وروى أحمد عن أبي هريرة، والحسن -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-.
والله أعلم.