السؤال
كنت مرتبطا ببنت في فترة المراهقة، للأسف. وكنا نترك بعضنا، ونرجع كثيرا، وفي الأخير تركنا بعضنا نهائيا.
كان معي حسابها في جوجل، فمرة فتحت البحث في حسابها في جوجل، فوجدتها تبحث عن أنها تريد أن تغير دينها للمسيحية.
فأنا خائف من أن أكون أنا السبب في ذلك؛ لأني تركتها؛ فقنطت من رحمة الله، وبالتالي أحمل كل ذنوبها؟
أرجو الرد.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بقطعك العلاقة مع هذه الفتاة، ولعل الله -تعالى- أراد بك خيرا، ليجنبك أسباب الفتنة، ويحفظ لك دينك.
فاشكره -سبحانه- على هذه النعمة بسلوك سبيل الإيمان، والاستقامة على طاعته -عز وجل- ليزيدك من فضله، فهو القائل: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتاوى: 12928، 10800، 1208.
ولو قدر أن ارتدت هذه الفتاة عن الإسلام، فلا إثم عليك في ذلك، وما فعلته أنت من ترك التواصل معها هو المطلوب منك شرعا. فإن أحبطت بسببه، وأقدمت على ما لا يجوز شرعا، فهي الجانية على نفسها.
وقد قال الله تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{الأنعام:164}. وروى أحمد والترمذي وابن ماجة عن عمرو بن الأحوص -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ألا لا يجني جان إلا على نفسه.
فاطرد عنك هذه الهواجس، واصرف همتك ووقتك إلى ما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
ودخولك على حسابها الخاص إن لم يكن بإذن منها، فهذا نوع من التجسس، والتجسس محرم بدلالة الكتاب والسنة، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا.... {الحجرات:12}.
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث. ولا تحسسوا ولا تجسسوا.... الحديث.
والله أعلم.