السؤال
أنا طالبة عمري 18، باردة تجاه ما يجذب الناس من رغد العيش -من مال، وجاه-، ومشكلتي بدأت عندما أراد والداي إدخالي مدرسة ثانوية عسكرية قبل سنين، تتميز أنها تضمن لطلبتها كل شيء -من معدات دراسية، ووسائل متقدمة، وإقامة خاصة، وحماية، وأمان لكل طالب-، وفيها مدرستان؛ واحدة للذكور، وأخرى للإناث، لكنها تمنع الحجاب، وطرقها يحدث فيها تقاطع، وفي محاضراتها الإلزامية، والمدرسية، رغم أني لم أكن محجبة قبل بلوغي للثانوية، فقد كنت أفكر أن أتحجب بمجرد دخولي للثانوية العامة.
وقد أرغمني والداي على دخول الثانوية العسكرية، وعندما ناقشتهما في موضوع الحجاب غضب أبي، وبكت أمي، فأبي لم يكن يريدني أن ألبس الحجاب؛ لأنه -كما يقول-: يجب على البنت أن تكون ناضجة تمامًا حتى تلبسه، وعندما أخبرته أن الحجاب واجب، وأن الإفتاء ليس لكل من هب ودب، هدّدني وخيّرني بين دخولها وطردي، ولأنه يفهم أنني سأبيت عند جدّتي لو طردني، هدّدني بأن يمنع عني ما أحب (الدراسة)، ويفرض عليّ أن أكون خادمة في البيت، وأرتدي الحجاب الذي أردته، ولا أخرج إلا إلى السوق، ولا أتكلم مع أحد؛ حتى أموت، وأنا أنهار عند الضغط، وأكتم دومًا.
وعندما لم أعرف ما أفعله، انهرت؛ لأني أعرف أن أبي جشع، ويحبّ الجاه، لكني لم أكن أظن أنه سيهددني هكذا، ويتكلم هكذا عن الحجاب، ولم أكن قريبة من الله كثيرًا بالطاعات، ولكني كنت أكلمه؛ لأنه وحده من كان ينقذني، فقبلت أن أدخل تلك الثانوية، وكنت أبكي كثيرًا، وبدأت بالتقرّب إلى الله.
وتخصصت طبيبة؛ لأنها الفرع الوحيد الذي يسمح فيه بالحجاب، وكافحت لأجلها بهدف الحجاب فقط، وقد لبست الحجاب، ووجدت أن أول عام سندرسه دون حجاب، وأتاني أنه اختبار من الله -والله أعلم-، فهل أخرج من التخصّص إلى المدني؟ رغم أن تكاليف الخروج باهظة جدًّا -مقدار سيارة، ربما تدفع على أقساط، وأخاف أن أموت وتبقى عليّ دينًا، ويحاسبني الله عليه، إضافة أنه سيتوجب عليّ إعادة دراسة عام الثانوية؛ حتى أحصل على شهادة أخرى؛ لأنهم يحجزون شهاداتنا، أم أكمل هذا العام-؟ وهل ربي غاضب مني؛ لأني قبلت أن أدخل الثانوية، وربما كان رفضي لدخولها نجاحًا في امتحانه؟ وقد كنت أحاول الاختفاء قدر المستطاع، وعدم ملاقاة أي ذكر، وأخاف أن يعذبني الله يوم القيامة.
وكل يوم أبكي لذلك، وأدعوه، فأنا بالفعل وحدي، ولا أعرف الحل، وكنت أريد الخروج في كل لحظة.