السؤال
أخت زوجي تجلس أمامه بما لا يستر، تخرج من الحمام بالملابس الداخلية أمامه، ومواقف مثل ذلك. أقول لها حرام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وألفت نظرها إلى أنه يوجد ستر عورات بين الإخوة، ترد عليَّ بأنها لا تخجل من إخوتها حتى أمامنا نحن، ولسنا بإخوتها.
أشعر بضيق كلما أجلس معهم، فهم يتحدثون في أشياء خاصة، بمعنى أن تقول له أمه: إن فلانا لا يعاشر امرأته، أو إن أخته تعاني من الحيض، أو أخته تشتكي له أنها حائض. وأنا أشعر بالضيق من تلك الأشياء، ومضطرة لأن أجلس معهم؛ لأننا نعيش في بيت عائلة. ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا؛ أنّ المرأة لا تبدي لمحارمها إلا ما يظهر غالبا من بدنها؛ كالرأس، والرقبة، واليدين، والقدمين، وراجعي التفصيل في الفتوى: 248764.
فإن كانت أخت زوجك تكشف أمامه ما لا يحل كشفه للمحارم؛ فهذا منكر ظاهر؛ والواجب عليك أن تنكري عليها هذا المنكر، وتبيني لها حكم الله تعالى، وتطلعيها على كلام أهل العلم بخصوصه، وبيني ذلك لزوجك، وأنّه لا يجوز له أن ينظر منها إلى ما لا يحل، وأنّ عليه أن يأمر أخته بالستر الواجب.
ولا ينبغي لأمّه، أو أخته ذكر ما يتعلق بالجماع ونحوه أمامه، من غير حاجة معتبرة؛ فإنّ ذلك ينافي الحياء المطلوب.
قال الحافظ ابن حجر معلقا على ترك علي ـ رضي الله عنه ـ سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- بشأن المذي: وفي الحديث استعمال الأدب في ترك المواجهة بما يستحيي منه عرفا، وحسن المعاشرة مع الأصهار، وترك ذكر ما يتعلق بجماع المرأة ونحوه بحضرة أقاربها. انتهى.
والحياء خلق الإسلام, وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: الحياء شعبة من الإيمان. رواه البخاري ومسلم. وقال أيضا: الحياء خير كله. رواه مسلم.
والله أعلم.