السؤال
هل يجب الاغتسال عند خروج المنيِّ بمجرد التفكير؟ مع العلم أنني لم أعد أفرّق بين خروجه بشهوة أم بعدمها، وقد تعبت من كثرة الاغتسال، وكثيرًا ما أمرض من كثرة الاغتسال؛ بسبب خروج المنيِّ بمجرد التفكير، فإني أغتسل يوميًّا مرة في اليوم على الأقل، وهذا يمنعني من قراءة القرآن، والصلاة بخشوع، وصرت في حالة دائمة من خروج المنيِّ، فأرجو أن تفتوني في أمري، مع عرض آراء مختلف المذاهب، واختلاف العلماء. وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالغالب في مثل حالتك هذه أن يكون الخارج مّذْيًا؛ لأنه يخرج غالبًا عند التفكير فيما يثير الشهوة، فقد جاء في كفاية الطالب الرباني ممزوجًا برسالة ابن أبي زيد القيرواني المالكي: وهو -أي: المَذْي- ماء أبيض رقيق يخرج عند اللذة بالإنعاظ، أي: قيام الذكر عند الملاعبة، أو التَّذكار بفتح التاء، أي: التفكير. اهـ.
وانظر لبيان كيفية تطهير المذي من البدن والثوب الفتوى: 50657.
وإذا تحققت من كون الخارج مَنِيًّا، فقد وجب عليك الغسل، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية أثناء الحديث عن موجبات الغسل: خروج المنيِّ بشهوة من رجل أو امرأة، سواء أكان عن احتلام أم استمناء، أم نظر، أم فكر، أم تقبيل، أم غير ذلك، وهذا باتفاق.
واشتراط الشهوة لحصول الجنابة هو ما قال به الحنفية، والمالكية، والحنابلة؛ ولذلك لا تحصل الجنابة عندهم بخروجه لمرض، أما الشافعية فإن الجنابة تحصل عندهم بخروج المني من مخرجه المعتاد مطلقًا بشهوة أو غيرها. اهـ.
ولمعرفة الفرق بين المنيِّ والمَذْي، انظر الفتويين: 159097، 286204.
وإذا شككت في الخارج هل هو منيٌّ أو غيره: فإنك مخير بين جعله منيًّا، فتغتسل من الجنابة، وبين جعله مَذْيًا، فتغسل ما أصاب ثوبك، وبدنك، وتتوضأ، وهذا القول للشافعية، وهو المفتى به عندنا، كما سبق في الفتوى: 181641.
والله أعلم.