السؤال
أنا في نعمة وفضل، وراضية بقضاء الله، ولم أتزوج إلى الآن، وأعلم أن هذا خير لي، لكني أتمنى أن أفرح، ويكرمني ربي بالزوج الصالح الذي يعينني على طاعة الله، وأخاف أن أضعف، وأن أغضب ربنا بالحرام؟ وأنا -والحمد لله- قد أنعم عليّ ربي بقراءة سورة البقرة، ويس يوميًّا -ربما لتبعدني عن الحرام-، وبأذكار الصباح والمساء، والرقية الشرعية -أقرؤها على ماء، وأغتسل بها يوميًّا-، فهل يلزم أن أغتسل بماء قرئت عليه الرقية يوميًّا بشكل دائم، أم في فترة محددة؟ وهل هذا تحصين كاف من السحر، والحسد، والعين؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجب الاغتسال بهذا الماء المقروء عليه كل يوم، ولا في فترة محددة، وقراءة القرآن على الماء والاغتسال به، جائز، وفيه نفع -إن شاء الله-، ولتنظر الفتوى: 55023.
والذي ننصحك به هو أن تلزمي الأذكار الموظفة، الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كأذكار الصباح والمساء، وأن تعوّذي نفسك بالمعوذات؛ فهي أعظم وقاية من الحسد -بإذن الله-، وأن تكثري من شكر الله على نعمه.
وعليك أن تجتهدي في الدعاء بما تحتاجين إليه من خير الدنيا والآخرة؛ فإن الله على كل شيء قدير، والدعاء من أعظم أسلحة المؤمن التي يستجلب بها المحبوب، ويستدفع بها المرهوب، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ ربكُم حَييٌ كريمٌ، يستحيي مِنْ عبدِه إذا رَفعَ يَدَيهِ إليه أن يَرُدّهما صِفْرًا. رواه أحمد، وابن ماجه، والترمذي، وحسنه.
فأكثري من الدعاء، ولا تسأمي، ولا تستعجلي الإجابة؛ فإن الله يستجيب للعبد ما لم يعجل، كما ثبت في الحديث: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت، فلم يستجب لي. متفق عليه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
والله أعلم.