السؤال
توفيت والدتي منذ أيام، وفراقها مزّق قلبي، حيث إنني لم أكن الابنة المطيعة، وقد أجهدتها بتربيتي.
نعم، كنت أحبها، وكنت بارّة بها، لكني أشعر أنني لم أوفِّها حقها في البرّ، "وولد صالح يدعو لها ".
أنا لست صالحة، وذنوبي كثيرة، ومنها كبائر لولا ستر الله، وقبل وفاتها ابتلاني الله بمرض سرطان الثدي، ولا أعلم هل هو بلاء أم ابتلاء، ولكني رجعت إلى الله وتبت وأنبت، ولعله تكفير لذنوبي.
لا أقوى على الدعاء لها من شدة خجلي وشعوري بأني لست الصالحة لأدعو لها، ورضيت بمرضي، وأدعو الله أن يكون كفارة لي، ولا أعترض على المرض، فهل هو فعلا كفارة؟ وهل أدعو لأمي رغم تأكدي أنني لست صالحة، ولكني أدعو الله أن ألحقها في صفوف الصالحين، خصوصًا أنها توفيت مبطونة؟ وهل يجوز أن أدعو على نفسي بالشهادة مثلها؟ وهل المرض النفسي يثاب عليه مريضه، مثل الصرع، وهوس نتف الشعر اللاإرادي؟ فقد حرمت من شعري، وأنا التي أنتفه منذ 30 سنة إلى اليوم.
أفيدوني -أكرمكم الله-، فأنا أكاد أموت من شدة هلعي وحزني ويأسي.