السؤال
ما الحكم في اتباع الطرق الصوفية، مثل الطريقة البرهانية؛ بنية التقرب إلى الله، والسير إليه، وتزكية النفس؟ وطريقة صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الطريقة، أن يقال: "اللهم صلِّ على الذات المحمدية، اللطيفة الأحدية، شمس سماء الأسرار، ومظهر الأنوار، ومركز مدار الجلال، وقطب فلك الجمال، اللهم بسره لديك وبسيره إليك، آمن خوفي، وأقل عثرتي..."
وهل الأذكار والأوردة في هذه الطرق مشروعة أم لا؟ مع العلم أنه كان من كبار علماء الأزهر الشريف من يتبعون تلك الطرق الصوفية، وشرعوا الدعاء، والأذكار، والصلاة على النبي، والدعاء إلى الله، والتوسل بحب الله لرسوله، واستشهدوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لا أخاف على أمتي الشرك من بعدي"، أي أنه ليس هناك شرك أكبر في أمة النبي صلى الله عليه وسلم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يتبع الطريقة البرهانية، أو غيرها من الطرق الصوفية المنحرفة.
والتقرب إلى الله تعالى، وتزكية النفس، لا يحصل باتباع البدع، واللهث وراء المبتدعة، بل باتباع الكتاب، والسنة، والتأسي بالصالحين العاملين بهما.
وقد سبقت لنا عدة فتاوى عن التصوف والطرق الصوفية، فراجع الفتاوى: 29243، 13353، 31043.
وأما بخصوص الطريقة البرهانية، فتراجع الفتوى: 17107.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: الطريقة البرهانية من الطرق الصوفية التي تكثر فيها البدع والمخالفات. اهــ. وجاء فيها أيضًا: طريقة الشاذلية، والأحمدية، والسعدية، والبرهانية، ونحوها من الطرق، طرق ضلال، لا يجوز للمسلم أن يتبع واحدة منها، بل الواجب عليه أن يتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وخلفائه، وصحابته من بعده الذين أخذوا بسنته، وكذا من أخذ بها بعدهم .. اهــ مختصرًا.
والصلاة المذكورة في السؤال، غير مشروعة، وفيها كلمات هي أقرب للطلاسم منها إلى الذكر، فننصحك باجتنابها، والبعد عن أهلها.
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن أوراد وضعها صالح هويدي، إبراهيم الدسوقي صاحب (الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية)، فأجابت:
عليك بالاعتماد على كتب الأذكار الموثوقة التي ألفها العلماء الثقات، مثل: (الأذكار) للإمام النووي، و(الوابل الصيب من الكلم الطيب) لابن القيم، و(الكلم الطيب) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وأما الأذكار التي وضعها أئمة الصوفية، فالغالب عليها أنها تشتمل على أذكار غير مشروعة. اهــ.
فإذا كنت حريصًا على الأذكار، فعليك بتلك الكتب النافعة التي تشتمل على الأذكار النبوية الواردة في السنة.
والقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يخاف على أمته الشرك الأكبر، وأنه لا شرك أكبر في هذه الأمة، هذا من الكذب، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام أن بعض هذه الأمة سيعبد الأصنام؛ ففي صحيح البخاري، ومسلم من حديث أبي هريرة مرفوعًا: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ. وَذُو الخَلَصَةِ: طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ.
وفي المسند، وسنن أبي داود -والحديث صححه الألباني- عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان.
والله أعلم.