السؤال
ما معنى هذا الدعاء: "اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة...؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي المسند، وصحيح البخاري، وغيرهما عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة، والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة.
والمراد بالدعوة التامة: دعوة التوحيد، التي لا يدخلها تغيير، ولا تبديل، ولا يخالطها شرك؛ لأن ألفاظ الأذان تشتمل عليها.
والصلاة القائمة، هي: الصلاة المعهودة المدعو إليها.
والوسيلة هنا هي: المنزلة العلية في الجنة، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو، وفيه: ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلّت له الشفاعة.
والفضيلة هي: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق.
والمقام المحمود هو: المقام الذي يحمده الناس عليه يوم القيامة، وهو الشفاعة، كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا {الإسراء:79}، وسئل عنها قال: هي الشفاعة. وفي صحيح مسلم عن أنس: إذا كان يوم القيامة، ماج الناس بعضهم إلى بعض، فيأتون آدم، فيقولون له: اشفع لذريتك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم إلى أن يأتوا عيسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد، فأوتى، فأقول: أنا لها. وقد قال تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا {الإسراء:79}، وعسى من الله إيجاب.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني