السؤال
أنا شاب ملتزم دينيًا، والحمد لله، أبلغ من العمر 24عامًا، وأريد الزواج من فتاة تعمل معي، وأنا لا أرى فيها إلا الخلق الحسن، مع العلم أني لا أتحدث معها، ولا مع أي فتاة أخرى نهائيًا، وهي أيضًا لا تتحدث إلا مع زميلتها في العمل، وقد سألت عنها صديقتها في العمل، وقالت لي: أنها مرت بتجربة فاشلة، ثم أبلغتها صديقتها بأني أريد الزواج منها، ولكن كان ردها أنها لا تريد الزواج الآن، وتخاف أن تمر بتجربة أخرى فاشلة، وقالت لها: أسأل الله أن يرزقه بزوجة أفضل مني، ولكني متعلق بها، وأريد الزواج منها. فهل يمكنني أن أقوم بمراسلتها مرة أخرى؟ وهل يجوز أن أدعو ربي أن تكون من نصيبي؟ وهل ذلك يقلل من شأني في نظرها أم لا؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت من الخلق الحسن لهذه الفتاة أمر طيب، ولكن لا تغفل جانب الدين وهو الأهم، بأن تكون مما يحافظ على الفرائض، ولا سيما الصلاة، وتجتنب المحرمات خاصة الكبائر وتلتزم بالستر والحجاب. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
فلا بأس بأن تعرض عليها أمر الزواج مرة أخرى، ولكن قبل أن تقدم على هذه الخطوة اسأل عنها الثقات ممن هم مطلعون على أمرها، فإن أثنوا عليها خيرًا فاعرض الأمر عليها ثانية، ولا نظن أن يقلل ذلك من شأنك عندها.
والدعاء المناسب في مثل هذه الحالة هو دعاء الاستخارة، لأنها تفويض الأمر إلى الله عز وجل، إن كان في هذا الزواج خير يسره لك، وإن كان فيه شر صرفه عنك، فأنت لا تعلم عواقب الأمور، والله يعلمها، قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وانظر في الاستخارة الفتوى: 19333، والفتوى 160347.
وفي نهاية المطاف إن لم يوفقك الله عز وجل في الزواج منها، فالنساء غيرها كثير، وعسى الله تعالى أن يبدلك من هي خير منها، فتوجه إليه وسله الزوجة الصالحة، واستعن في البحث عنها بالثقات من أصدقائك وأقربائك.
والله أعلم.