السؤال
أحببت شخصاً وخرجت معه، لكن بعدها ندمت، وقلت له: سأبتعد عنك حتى تخبر أهلي، وفعلاً أخبرهم، وقال إنه حالياً لا يملك مادياً المال اللازم للخطبة، لكنه يحبني ويريدني. أهلي وافقوا، لكن لم يسمحوا له بالتعارف، أو الخروج معه
وهو تفهم وجهة نظرهم، ولم يغضب مني، وتمسك بي
الشاهد أننا نتحدث الآن، وأحياناً نخرج دون علم والدي. رغم أن حديثنا لا يتجاوز المشروع. والشاب خلوق، ويعمل بكل جهده لتوفير المال وأنا أحبه ماذا أفعل الآن؟ وهو متواجد في نفس مكان العمل، وأخشى أن تلفت نظره فتاة أخرى إن ابتعدت عنه، خوفاً من والدي وأعلم أنه سيغضب جداً ويتركني لو قلت له إنني سأبتعد عنه كلياً، حتى يخطبني بشكل رسمي
ما ذنبه إن كان المال ينقصه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الرجل أجنبي عنك حتى يعقد لك عليه العقد الشرعي، فحديثك إليه، وخروجك معه، أمر منكر ولو لم ينهك عنه أهلك، فكيف وقد نهوك، فقد يكون الإثم حينئذ أعظم؛ لأن طاعة الوالدين في المعروف واجبة، كما هو موضح في الفتوى: 3109. وكونك تظنين أنه قد يتركك ويبحث عن غيرك بعدم تواصلك معه، لا يسوغ لك الاستمرار معه على هذا الحال.
ففوضي أمرك إلى الله، وسليه أن يكون من نصيبك إن كان في زواجه منك خير، فهو سبحانه أعلم بعواقب الأمور، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والزواج من أفضل ما ينبغي أن يبادر إليه المتحابان، فيعف كل منهما نفسه، وتتحقق به كثير من المقاصد الشرعية، ولمعرفة المزيد من هذه المقاصد راجعي الفتوى: 194929.
فإن كان الحال ما ذكرت من رغبته في الزواج منك مع قلة ذات يده، فليكن بينك وبين وليك تفاهم على تيسير أمر هذا الزواج والرضى بالقليل، فإن ذلك من أسباب البركة في الزواج، ففي مسند أحمد عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من يمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها.
ثم إن الزواج من أسباب الغنى، قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وفي الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف.
والله أعلم.