السؤال
عمري ٣٢ سنة، وأعاني من فراغ كبير في حياتي. التزمت منذ فترة بالبقرة، والاستغفار؛ لعل الله ييسر لي أمور الزواج.
أعاني من القلق والتوتر، والخوف من المستقبل. وأحيانا أصاب بالاكتئاب والإحباط؛ لكثرة دعائي وعدم الاستجابة، مع يقيني بأن الله سميع مجيب. أفكر بأخذ دواء للقلق والاكتئاب، وأحيانا أقول إن الصبر أفضل.
فما رأيكم جزاكم الله خيرا؟
أتمنى منكم الدعاء لي بتيسير الأمور.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يحفظك في دينك ودنياك، وأن يعينك على الزواج. ونوصيك بالاستمرار في الدعاء؛ فهو سلاح المؤمن، فلا ينبغي للمسلم أن يضع هذا السلاح، فالإلحاح في الدعاء من العبادات التي يحبها الله تعالى، وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم. واستعجال الإجابة من موانع قبول الدعاء، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلا، أو فلم يستجب لي.
قال الحافظ في شرح هذا الحديث: في هذا الحديث أدب من آداب الدعاء، وهو أنه يلازم الطلب، ولا ييأس من الإجابة؛ لما في ذلك من الانقياد، والاستسلام، وإظهار الافتقار انتهى.
وقال ابن القيم في الجواب الكافي: ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء: أن يتعجل العبد ويستبطئ الإجابة، فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً، أو غرس غرساً، فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه، تركه وأهمله. انتهى.
لكن إن تأخرت الإجابة، فلا ينبغي للداعي أن يترك الدعاء، ويقول: دعوت فلم يستجب لي. فننصحك بضرورة مواصلة الدعاء, والحذر من اليأس, والقنوط. كما نحذرك من الخوف من المستقبل, فإنه قادح في التوكل.
وقد ذكرنا علاج القلق في الفتوى رقم: 277915
وبخصوص الفراغ الذي تجده في حياتك, فعلاجه يكون بشغل الوقت بطلب العلم النافع, والعمل الصالح، والبحث عن الصحبة الصالحة التي تعين على الخير.
وننصحك بمراسلة قسم الاستشارات في هذا الموقع, فإنه معني بمثل هذه الأمور.
والله أعلم.