الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مجال لإنكار وجود السحر

السؤال

أريد معرفة حكم الدين في العلاج النفسي لأنني لم أشف حتى الآن، وأشك أني لست مريضًا، بل متلبّسا أو مسحورًا، فماذا أفعل؟ مع العلم أن أبي لا يعترف بهذه الأشياء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصح الأخ السائل بأن يعرض نفسه على طبيب نفسي للعلاج، ولا حرج في ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، غير داء واحد، الهرم. رواه أحمد والحاكم وابن حبان عن أسامة بن شريك وإسناده صحيح.

وإن كنت تظن أنك مصاب بسحر أو بمس من الجن، فاعرض نفسك على أحد من المسلمين يعالجك بقراءة القرآن والأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. واحذر من الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-. رواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة.

وأما ما ذكرت عن أبيك من أنه لا يعترف بهذه الأشياء، فإن السحر ثابت وجوده بالقرآن والسنة. قال تعالى: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]. وقال تعالى عن سحرة فرعون: سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيم [الأعراف:116].

وثبت في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُحِر، فلا مجال لإنكار وجود السحر.

نسأل الله أن يعافينا ويحفظنا جميعاً من شر النفاثات في العقد، وللفائدة راجع الفتويين: 5856، 2244.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني