السؤال
بعض الناس يقول إن الأحكام التي وردت في القرآن تكون فرضا، وما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام يكون سنة، أعرف أنها مقولة خاطئة، ولكن ما الدليل على أن الأحكام الواردة في الأحاديث تكون فرضا؟ أرجو ذكر أمثلة على فروض لم تذكر في القرآن وذكرت في الأحاديث؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسنة النبوية الصحيحة تعتبر مصدرا من مصادر التشريع الإسلامي، فقد نبه أهل العلم على أنها تستقل بتشريع الأحكام كالتحريم والوجوب, وغيرهما, ومن أمثلة المسائل التي اختصت السنة بوجوبها: قراءة الفاتحة في الصلاة, والطمأنينة وافتتاح الصلاة بالتكبير, واختتامها بالتسليم, وكذلك مسألة الإحداد ـ أي: ترك الزينة مدة العدة بالنسبة للمرأة التي توفي زوجها ـ إلى غير ذلك، يقول الشوكاني في إرشاد الفحول: اعلم أنه قد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن السنة المطهرة مستقلة بتشريع الأحكام وأنها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ـ أي: أوتيت القرآن وأوتيت مثله من السنة التي لم ينطق بها القرآن، وذلك كتحريم لحوم الحمر الأهلية وتحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير، وغير ذلك مما لا يأتي عليه الحصر. انتهى
وفي إعلام الموقعين لابن القيم: كثير مما صَرَّحت السنة بإيجابه كقراءة الفاتحة والطمأنينة وتعيين التكبير للدخول في الصلاة والتسليم للخروج منها. انتهى.
وفى الإقناع في مسائل الإجماع لابن القطان: والعدة واجبة بالقرآن، والإحداد واجب بالسنة المجتمع عليها. انتهى.
وراجع المزيد من الأمثلة التي أوجبتها السنة, وذلك في الفتوى رقم: 80471.
والله أعلم.