السؤال
أريد أن أعلم متى أكف عن ذكر الله في البيت، أمي وأخواتي متبرجات، لباسهن ضيق، وأحيانا يظهر الكتف مع قليل مما فوق الصدر، وعندما أنظر إليهن أتوقف عن ذكر الله.
وفي الخارج يوجد نساء متبرجات، وحتى أنا -الله يهديني- متبرجة، ولا أنظر لنفسي عند ذكر الله، حتى لا يعد ذلك امتهانا.
فما حكم هذا هل يصح أن أغلق عيني عند ذكر الله، والناس حولي؟ وإذا نظرت إلى متبرجة، وذكرت الله. هل يكون ذلك امتهانا مخرجا من الملة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك، وعلى أمك وأخواتك، التوبة من التبرج، إن كان ارتداؤكم للملابس الضيقة ونحوها يكون أمام من يحرم عليكن إبداؤها أمامه من الرجال.
وأما الامتناع من ذكر الله بسبب وجود نساء متبرجات، واعتبار ذلك من الامتهان المخرج من الملة، فهذا ضرب من الوسوسة، فإن المخالفات التي تقع فيها النساء المتبرجات أو غيرهن، لا تمنع من ذكر الله تعالى.
ولا يلزمك إغماض عينيك حال كونك تذكرين الله تعالى، ولو مع وجود نساء متبرجات، خصوصا إذا علمت أن المرأة يحل لها أن تنظر من المرأة إلى جميع بدنها، ما عدا ما بين السرة والركبة، إلا إذا كان نظرها إليها بشهوة، فيحرم حينئذ.
قال الشربيني في مغني المحتاج: (وَالْمَرْأَةُ) الْبَالِغَةُ حُكْمُهَا (مَعَ امْرَأَةٍ) مِثْلِهَا فِي النَّظَرِ (كَرَجُلٍ) أَيْ: كَنَظَرِ رَجُلٍ (وَرَجُلٍ) فِيمَا سَبَقَ، فَيَجُوزُ مَعَ الأَمْنِ، مَا عَدَا مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ, وَيَحْرُمُ مَعَ الشَّهْوَةِ، وَخَوْفِ الْفِتْنَةِ. انتهى.
والله أعلم.