السؤال
ما رأيكم في ما قامت به امرأة ممن يزعمن أنهن يدافعن عن حقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجال في إنشاء مسجد ليبرالي مختلط يصلي فيه النساء والرجال جنبا إلى جنب على حد سواء، مع العلم أن النساء غير محجبات، وتعطى في هذا المسجد الإمامة للمرأة وشاذ مثلي الجنس، ويزعمون بذلك أنهم يجددون الخطاب الديني وينبذون تفضيل الرجل على المرأة واضطهاد الأقليات الجنسية ـ الشواذ ـ والعياذ بالله؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا ـ والعياذ بالله ـ هو الضلال المبين، وسلوك سبيل المجرمين، والتلاعب بالدين، والانسلاخ من شرائعه وأحكامه، وتقويض أركانه وهدم بنيانه! وهو جدير بأن يسمى: تخريب أو إلغاء الخطاب الديني، وليس تجديده، وقد قال عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنهما: يأتي على الناس زمان يجتمعون في المساجد ليس فيهم مؤمن. رواه الخلال في السنة، وابن أبي شيبة في الإيمان.
ولا ريب في أن هذا الفعل المشين أثر من آثار ظهور النفاق وعلو شأنه، وهذا مما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، يظهر النفاق، وترفع الأمانة، وتقبض الرحمة، ويُتَّهم الأمين، ويؤتمن غير الأمين، أناخ بكم الشرف الجون، قالوا: وما الشُّرْف الجون يا رسول الله؟! قال: فتن كقطع الليل المظلم. رواه ابن حبان، وحسنه الألباني في تعليقاته على صحيح ابن حبان.
قال ابن الأثير: شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالنوق المسنة السود. اهـ.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: سيأتي على الناس سنواتٌ خداعات، يصدق فيها الكاذبُ، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: إنَّ من أشراط الساعة: أن يظهر الشح والفحش، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، ويظهر ثياب يلبسها نساء كاسيات عاريات، ويعلو التحوتُ الوعولَ، أكذاك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حِبِّي؟ قال: نعم ورب الكعبة، قلنا: وما التحوت؟ قال: فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة يرفعون فوق صالحيهم، والوعول أهل البيوت الصالحة. رواه الطبراني في الأوسط، وقواه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وهذا ليس غريبا على الفكر الليبرالي الغربي، والشيء من معدنه لا يستغرب!! وراجع للأهمية الفتويين رقم: 158261، ورقم: 194605.
والله أعلم.