السؤال
لست واصلة للرحم، ومن وقت لوقت أقابلهم، فهل تعتبر الصدقة عنهم من صلة الرحم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
اعلمي أن الرحم أمرها عظيم في الإسلام، ونصوص الشرع متضافرة على أهميتها، ويكفي في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع. رواه البخاري، ومسلم، والمراد بالقاطع قاطع الرحم.
ولصلة الرحم عدة مراتب، يقول عنها النووي في صحيح مسلم: ولكن الصلة درجات، بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام، ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، لو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها، لا يسمى قاطعًا، ولو قصّر عما يقدر عليه، وينبغي له، لا يسمى واصلًا. انتهى.
وصلة الرحم تحصل بإيصال ما أمكن من الخير, ودفع ما أمكن من الشر بحسب القدرة, يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وقال ابن أبي جمرة: تكون صلة الرحم بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء.
والمعنى الجامع: إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر، بحسب الطاقة، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارًا أو فجارًا، فمقاطعتهم في الله هي صلتهم، بشرط بذل الجهد في وعظهم، ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى. انتهى.
والمسلم الحي ينتفع بصدقة الغير عنه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 73290.
وعلى هذا؛ فإن التصدق عن ذوي الرحم فيها نفع لهم, وتعتبر من جملة صلة الرحم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني