السؤال
ما صحة العبارة التالية: الله بالعين ما شفناه، بالعقل عرفناه؟ وهي من العبارات التي يتداولها العامة في أحاديثهم، وما علة النهي عن قولها؟ وما الدليل في ذلك؟
وجزاكم الله خيرًا.
ما صحة العبارة التالية: الله بالعين ما شفناه، بالعقل عرفناه؟ وهي من العبارات التي يتداولها العامة في أحاديثهم، وما علة النهي عن قولها؟ وما الدليل في ذلك؟
وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في هذه العبارة؛ إذ من المعلوم أنه يستدل على معرفة الله عز وجل بالعقل والشرع، لكن تفاصيل هذه المعرفة، وما يترتب عليها من تكاليف شرعية لا تثبت إلا بالوحي، والعقل الصريح لا يتعارض مع الوحي سواء في مسائل التوحيد أو غيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل": ما عُلم بصريح العقل لا يتصور أن يعارضه الشرع البتة، بل المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح قط، وقد تأملت ذلك في عامة ما تنازع الناس فيه، فوجدت ما خالف النصوص الصحيحة الصريحة شبهات فاسدة يعلم بالعقل بطلانها، بل يعلم بالعقل ثبوت نقيضها الموافق للشرع، وهذا تأملته في مسائل الأصول الكبار، كمسائل التوحيد والصفات، ومسائل القدر والنبوات والمعاد، وغير ذلك، ووجدت ما يعلم بصريح العقل لم يخالفه سمع قط. اهـ.
أما نفي رؤية الله تعالى بالعين في الدنيا، فصحيح، بخلاف الآخرة، فإنها ثابتة للمؤمنين. ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وقد اتفق أئمة المسلمين على أن أحدًا من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع أن جماهير الأئمة على أنه لم يره بعينه في الدنيا، وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة المسلمين.
وللفائدة راجع الفتوى: 22279.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني