السؤال
سهوت في صلاتي وكان علي سجود سهو، غير أني لما سلمت وانتهيت من الصلاة نسيت أن آتي بسجود السهو، وتذكرت السجود الذي علي بعد قرابة ربع ساعة. فهل أعيد الصلاة أم آتي بسجود السهو؟
سهوت في صلاتي وكان علي سجود سهو، غير أني لما سلمت وانتهيت من الصلاة نسيت أن آتي بسجود السهو، وتذكرت السجود الذي علي بعد قرابة ربع ساعة. فهل أعيد الصلاة أم آتي بسجود السهو؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد اختلف في من نسي سجود السهو ولم يتذكره إلا بعد طول، فقال البعض ببطلان صلاته، والبعض الآخر بعدم البطلان، ومنهم من فصل بين السجود القبلي والبعدي، قال ابن قدامة في المغني: وإذا نسي سجود السهو حتى طال الفصل لم تبطل الصلاة، وبذلك قال الشافعي وأصحاب الرأي، وعن أحمد أنه إن خرج من المسجد أعاد الصلاة، وهو قول الحكم وابن شبرمة، وقول مالك وأبي ثور في السجود الذي قبل السلام، ولنا أنه جابر للعبادة بعدها، فلم تبطل بتركه كجبران الحج... (1/385). واختلفوا كذلك في ما يعد طولاً، فرأى البعض أن الخروج من المسجد طول، والبعض الآخر رأى أن ذلك يرجع إلى العرف، ومنهم من فصل، قال في المغني: واختلف في ضبط المدة التي يسجد فيها، ففي قول الخرقي يسجد ما كان في المسجد، فإن خرج لم يسجد، نص عليه أحمد، وهو قول الحكم وابن شبرمة، وقال القاضي: يرجع في طول الفصل وقصره إلى العادة، وهذا قول الشافعي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رجع إلى المسجد بعد خروجه منه... وحكى ابن أبي موسى عن أحمد رواية أخرى أنه يسجد وإن خرج وتباعد، وهو قول ثانٍ للشافعي... وهذا قول مالك إن كان لزيادة، وإن كان لنقص أتى به ما لم يطل الفصل، لأنه لتكميل الصلاة، ولنا أنه لتكميل الصلاة فلا يأتي بعد طول الفصل كركن من أركانها. (1/384) والخلاصة أنك إذا أتيت بسجود السهو، ثم أعدت الصلاة كنت آخذاً بالاحتياط، وإن فعلت غير ذلك فأنت على أحد هذه المذاهب، والاحتياط في أمور الدين أولى. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني