الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأكل من اللحوم المذكاة في بلد انتشر فيه فساد العقيدة

السؤال

هل يجوز أكل اللحم دون التثبت من ذبحه؟ هل بسمل؟
خصوصا أنّي في بلد كثرت فيه الكفريات بشكل كبير [الذين يسبون الدين والجلالة نسبة تفوق الخيال، وإن لم يسبوا فهم يسمعون دون إنكار بسبب الجهل المتفشي...فإنكم إذا مثلهم]
هل تجوز الصلاة وراءهم؟هل تجوز معاملتهم كمسلمين؟
فوالله إنها لفتنة عظيمة..........
الرجاء الإسراع بالإجابة، خصوصا وأننا تلقينا فتوى بالهجرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن التثبت من طريقة الذبح والتأكد من أن المذكي ذكر اسم الله عند التذكية أمر لا يستطاع في القرى الصغيرة، فأحرى في المدن الكبيرة. والله تعالى لم يكلف عباده فوق طاقتهم، ولا بما فيه حرج. قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[البقرة:286]، وقال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[الحج:78]. وعليه فإذا كان البلد الذي تسكن فيه بلدًا مسلمًا، فلا حرج عليك في الأكل من اللحوم المذكاة فيه ولو انتشر فيه ما انتشر من فساد العقائد والجهل، إلا إذا تحققت أن الذي ذكى هذا اللحم يسب الله تعالى ويستهزئ بالدين ونحو ذلك من الأمور الكفرية الصريحة، فحينئذ تكون ذبيحته كذبيحة المجوس. وأهل هذا البلد الذي ذكرت يعاملون كمسلمين يصلى خلف أئمتهم، ويصلى على أمواتهم ما لم يظهر من أحدهم ما يقتضي كفره الصريح، فيعامل عندها معاملة الكافر وحده. وعن حكم تكفير المعين تراجع الفتوى رقم: 721 والفتوى رقم: 12800. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني