السؤال
ما رأيكم في: Reincarnation ـ أو ما يطلقون عليه في الأوساط الإسلامية التناسخ ـ وهي ترجمة خاطئة... من وجهة نظري ـ Self Evident ببرهان ذاتي ـ أي لا يحتاج إلى برهان ـ فهل تقدر أن تعيش إلى ما لا نهاية؟ وهل تقدر أن تعيش 100 سنة.. تقول.. أقدر، فهل تقدر أن تعيش 1000 سنة؟..... وهل تقدر أن تعيش 10000 سنة.. نعم أقدر، وهل تقدر أن تعيش 10000 سنة... وهل تقدر أن تعيش 100000 سنة ـ مائة ألف سنة..... Reincarnation صحيح، لكن ليس بالمفهوم الغربي أو الشرقي..... فالأمر هو أننا نتمتع بكل متع الحياة في حدود القِيَم.. ونعيش حتى يطول علينا العمر حتى نمَلّ الحياة... ثم لا يكون بد إلا أن تُنزَع الذاكرة من جوهرنا ـ أرواحناـ ثم ندخل فترة راحة.. ثم ندخل فترة خَلْقيّة جديدة... وهكذا في دورات لا تنتهي.. فَالأرواح سرمدية، كما أن الله سرمدي، فالله لم يخلق أرواحنا....... انظر قول الله تعالى في سورة هود: ولئن قلت إنك مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين{هود: 7} مبعوثون بالفعل، وليس ستبعثون من بعد الموت... وانظر قول الله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً {الكهف:107ـ 108} كانت بالفعل، لهم جنات الفردوس نزلا... وليس ستكون لهم جنات الفردوس نزلاً..... وانظر قول الله تعالى: بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر....... Reincarnation ـ بالنسبة لي هو Self Evident ولا تحتاج إلى برهان، فما رأيكم؟.
وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ندري ما وجه الخطأ في ترجمة: Reincarnation ـ بالتناسخ، فهذا المصطلح يترجم في المعاجم العريقة للغة الإنجليزية الصرفة بإعادة حياة الروح في جسد بشري جديد، وهذا لا يختلف مع معنى تناسخ الأرواح في المصطلح العربي أو التراث الإسلامي! وعلى أية حال، فعقيدة تناسخ أو تقمص الأرواح أو إعادة تجسديها: عقيدة باطلة قطعا، ولا يقوم عليها برهان صحيح، من نقل أو عقل أو حس أو تجربة، وإنما هي فكرة خيالية يعتنقها بعض ضلال البشر دون دليل ولا برهان، وما وصفه السائل بالأمر البديهي: Self Evident ـ وذكر أن برهانه ذاتي: مما يطول منه العجب، ويحمل المرء على حمد ربه على نعمة العقل، واتباع الرسل ـ عليهم صلوات الله وسلامه ـ
ثم لا ندري ما هو الخلاف بين ما سماه السائل: المفهوم الغربي أو الشرقي لتناسخ الأرواح، وبين تعريفه هو للتناسخ، حيث يقول: الأمر هو أننا نتمتع بكل متع الحياة في حدود القِيَم، ونعيش حتى يطول علينا العمر، حتى نمَلّ الحياة، ثم لا يكون بد إلا أن تُنزَع الذاكرة من جوهرنا ـ أرواحنا ـ ثم ندخل فترة راحة، ثم ندخل فترة خَلْقيّة جديدة، وهكذا في دورات لا تنتهي!!! وهذا في الحقيقة لا يحتاج إلى تعليق، فقراءته كفيلة برده ومَجِّه! وهذه الفكرة الخرافية هي التي أدت بالسائل دون أن يشعر للقول بقدم الأرواح، وهو قول كفري محض، حيث يقول: الأرواح سرمدية كما أن الله سرمدي، فالله لم يخلق أرواحنا ـ وهو قول قديم لبعض الزنادقة وملاحدة الفلاسفة، وقد تولى علماء الإسلام رده وإبطاله من قرون متطاولة! ويمكنك مراجعة تفصيل ذلك في كتاب: الروح ـ لابن القيم، فقد أسهب في ذلك وأفرده بمسألة مستقله من مسائل كتابه في أكثر من عشر صفحات ـ من ص: 144، إلى ص: 156 ـ المسألة السابعة عشرة: وهي هل الروح قديمة أو محدثة مخلوقة؟ ولا ندري كيف يستدل السائل على هذا الباطل الظاهر بآيات من كتاب الله تعالى، لا علاقة لها بالموضوع أصلا، وقد كان يكفيه لو أنصف، قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا {الإسراء: 85}!.
وعلى أية حال، فقد سبق لنا بيان التهافت في ادعاء تناسخ الأرواح، فراجع الفتويين رقم: 130632، ورقم: 58592.
ثم إننا بمراجعة الأسئلة السابقة للسائل وجدناه يخوض في تفسير آيات القرآن برأيه، مع جهله الواضح بلغة العرب، فضلا عن علوم الشريعة المتخصصة، ومع ذلك يتجرأ على نقد ألفاظ القرآن ويبطل معانيه بطريقة فجة قبيحة، ولذلك ننصحه بالتوبة والاستغفار وإتيان العلم من بابه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما العلم بالتعلم. رواه الخطيب في تاريخه، وحسنه الألباني.
والله أعلم.