السؤال
أيهما أفضل: صلاة النساء جماعة مع إمام المسجد، في مبنى ملاصق للمسجد، يمكن رؤية بعض المأمومين منه عبر الشباك، مع عدم اتصال الصفوف، أم الصلاة في مبنى ملاصق للمسجد، مع اتصال الصفوف، وعدم رؤية المأمومين، علمًا أن المبنيين يفصل بينهما وبين المسجد باحة المسجد، وبركة الوضوء؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الأولى هو الصلاة حيث تكون الصفوف متصلة بمن في المسجد؛ لأن الصلاة في هذه الحالة صحيحة، بلا خلاف نعلمه، بخلاف الصلاة من خارج المسجد اقتداءً بالإمام في المسجد -مع عدم اتصال الصفوف- فقد وقع فيها الخلاف المشهور، قال ابن تيمية: إن اتصلت الصفوف، فلا بأس بالصلاة لمن تأخر، ولم يمكنه إلا ذلك... وأما إذا لم تتصل الصفوف، بل كان بين الصفوف طريق، ففي صحة الصلاة قولان للعلماء، هما روايتان عن أحمد. اهـ.
ومن المهم التنبيه إلى أن وجود الحائط، ونحوه مما يمنع اتصال الصفوف، قال شيخ الإسلام: إذا كان بينهم وبين الصفوف حائط بحيث لا يرون الصفوف، ولكن يسمعون التكبير من غير حاجة، فإنه لا تصح صلاتهم في أظهر قولي العلماء. اهـ. وراجع الفتوى رقم: 319522، لمعرفة المقصود باتصال الصفوف.
والذي يظهر من سؤالك أن الصفوف غير متصلة في الحالتين؛ لوجود الحائط الفاصل، وحينئذ يكون المبنى الذي يمكن منه رؤية بعض المأمومين أفضل في الاقتداء من المبنى الآخر.
والله أعلم.