السؤال
السؤال لزوجي يريد أن يستفتيكم: نحن مجموعةُ أصدقاء، مغتربون، نعمل في منطقة نائية عن المدينة، والموقع يضم السكن، وفيه مجلس لنا، هذا المجلس ليس فيه أي نوع من الألعاب، وما يحدث فيه هو الكلام في الأمور العامة، ومشاهدة التلفاز على كرة قدم، أو أخبار، أو برنامج يروي سيرة الممثلين، والأفلام العربية، والأجنبية، وأحيانا برامج وثائقية. أما أنا فأنكر في قلبي كل ذلك، ماعدا الأخبار من باب: من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم، والوثائقية المفيدة. وقد نصحتهم كثيرا دون جدوى، وأنا من يجيد عمل الشاي بالطريقة التي يفضلونها. والسؤال: هل أأثم على مجالستهم، أو على عمل الشاي، مع العلم أنهم إذا حضرت الصلاة يصلون؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعين زوجك على طاعة ربه، وأن يثبته عليها، وأن يهدي زملاءه، وأن يجنبهم المنكرات.
وما كان من ذلك مشتملا على محرم من كشف للعورات، أو ترويج لفسق، أو إقرار عليه، لم تجز مشاهدته، ولا حضور مجالسه، ويجب إنكاره حسب الاستطاعة، وتراجع الفتاوى التالية أرقامها: 296032، 267532، 250345.
فإن وجد شيء من المنكرات في مجلس زوجك هذا، وجب أن ينكر عليهم مشاهدة، أو سماع ما هو محرم، وهل يجوز له البقاء معهم؟
وقد بينا بالفتوى رقم: 233377 أنه يجوز البقاء بشرط أن يكون بحيث لا يسمع المنكر، ولا يراه.
وأما صناعة الشاي لهم؛ فهو مباح -إن شاء الله-؛ فهم يجلسون للمشاهدة على كل حال، فالشاي الذي يصنعه لهم ليس سببا في جلوسهم، إلا إذا كان امتناعه من صناعته لهم، يجعلهم يتركون هذا المنكر؛ فحينئذ يجب عليه الامتناع؛ لأنه من تغيير المنكر المقدور عليه بالنسبة له.
ونوصي بتعهدهم، وحثهم على طاعة الله، وفعل البر والمعروف؛ فالنفس لا بد لها من حركة، فإن لم تتحرك لحق، تحركت لباطل، وكلما شغلهم بالعبادت، أو حتى المباحات، كلما انشغلوا عن ذلك، ولا يقصر في الدعاء لهم، فالدعاء من أجلِّ أسباب الهداية.
والله أعلم.