السؤال
هناك قناة تقول على جمع كبير جدًّا من شيوخ مصر والسعودية وغيرهما المعروف معظمهم بأنهم على منهج أهل السنة والجماعة، تقول إنهم خوارج قاعدية، وتصف بعضهم بالتكفيريين، والبعض الآخر بالمحرضين على الخروج على حاكم دولة صاحب القناة، ويصنفون باقيهم بتصنيف آخر حزبي، وفي الغالب ينسبون جميع ما سبق من التوصيفات مجتمعًا في عالم واحد أو جمع علماء سنيين غير متحزبين. على جانب ثان توجد قناة يقول طلاب علم صاحب هذه القناة: إنه أسد السنة ولا يخالفه ولا يهاجمه أو يعدل عليه إلا ضال مضل صاحب هوى. وهذا ثناء وتمجيد مبالغ فيه! صاحبا هاتين القناتين من أهل السنة، ولهما دروس مفيدة، ولكن عند الكلام عن السياسة يصنفون علماء عرفناهم كبارًا ويطعنون فيهم وبطريقتهم هذه يعطون شعورًا ادعائيًّا بأنهما هما الوحيدان اللذان على صواب وباقي العلماء لا شيء الكل خاطئ! وواحد منهم ينقل فتاوى تؤيد منهجهم حيث توحي أنه صحيح. وأنا لأني لست بدارس فتحيرت، لكني عهدت من يتم الطعن فيهم علماء ورعين، والقناتان تستخدمان أدلة لا أعلم هل هي في محلها أم لا، وأنا أثق بكم، فالسؤال -أخي-: أليس هذا ضلالا وتزيينا للباطل في صورة حق؟ ومذهب أهل السنة في العلماء عندما يخطئون هو النصح وعدم التهجم والتصنيف بهذا الأسلوب؟ وهل الجرح والتعديل مبرر لاستخدامه في الحكم على كثير من العلماء بهذه الطريقة؟ أم في الأصل الجرح والتعديل خاص فقط بأهل الحديث للحكم على رواه الأحاديث قديمًا، وليس الحكم على علماء العصر الحالي؟
وبارك الله فيكم.