السؤال
أصلي في الجامعة، في مسجد عبارة عن أحجار ربما تكون غير مستوية، في مناطق كثيرة من المسجد، وفوقها بساط خشن، رقيق، يصعب التحري عن موضع مستو، كما أنه ربما تحريت عن موضع مستو، ولكن يدفعني أحدهم مثلا ليأتم بي، فيغير مكاني.
السؤال هو: ما الحكم إذا سجدت جبهتي في حفرة غير عميقة، بحيث يكون منتصف الجبهة في قاع الحفرة، وبقية الجبهة على حوافها الداخلية.
فهل هكذا مكنت جبهتي؟ وماذا لو لم أستطع تمكين كل الجبهة، بسبب سجودي على جزء صغير بارز من الأرض؟
وهل يجوز إذن تحريك الجبهة بغير رفعها، أو رفعها قليلا إلى مكان آخر برغم إتمام الاطمئنان الواجب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة، أن لديك وساوس كثيرة, فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.
ثم إن وضع الجبهة كلها ـ أثناء السجود ـ على مكان مستو، ليس بشرط في صحة الصلاة, بل يجزئ السجود على بعض الجبهة, ولا يشترط وضعها كلها.
جاء في أسنى المطالب لزكريا الأنصاري الشافعي متحدثا عن السجود على الجبهة: (وأقله وضع شيء مكشوف من الجبهة) لخبر «إذا سجدت فمكن جبهتك، ولا تنقر نقرا» رواه ابن حبان وصححه. انتهى.
وفي حاشية الطحطحاوي الحنفي، على مراقي الفلاح، شرح نور الإيضاح: فإذا اقتصر على بعض الجبهة، جاز، وإن قلَّ. كما في البحر. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 186931
وعلى هذا، فيجزئك أن تسجد على المكان الذي سألت عنه, فالأمر أسهل مما تتصور, فهون على نفسك, وأعرض عن الوساوس، ولا داعي لتحريك جبهتك عن موضع السجود لعدم تمكينها كلها, لكن لا تبطل صلاتك إذا أقدمت على تحريك جبهتك إلى مكان آخر, فهذا من قبيل الحركة اليسيرة، التي لا تؤثر على صحة الصلاة، ولتفصيل القول حول أقسام الحركة في الصلاة، وأحكامها تنظر الفتوى رقم: 121351.
والله أعلم.