السؤال
ما حكم إقامة مسابقات ملكات الجمال في بلاد المسلمين؟
وما حكم اشتراك النساء فيها؟
وما حكم متابعة النساء لتلك المسابقات دون الاشتراك فيها، مع تقليدهن لملكات الجمال فيما يقمن به؟!
ما حكم إقامة مسابقات ملكات الجمال في بلاد المسلمين؟
وما حكم اشتراك النساء فيها؟
وما حكم متابعة النساء لتلك المسابقات دون الاشتراك فيها، مع تقليدهن لملكات الجمال فيما يقمن به؟!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز إقامة هذه المسابقات؛ لأنها تنتهك فيها الحرمات، وتظهر عورات الفتيات، ويتم تشجيعهن على عدم الالتزام بالحياء، وبالأخلاق الإسلامية القويمة؛ وقد قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} سورة الأعراف الآية 27. ولا يخفى ما في عرض الفتيات لأجسادهن من كشفٌ لما أمر الله عز وجل بستره، وحجبه عن أعين لصوص الأجساد. قال الله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ ... } سورة النور الآية31، وقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} الأحزاب الآية 59. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل؛ ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة. رواه مسلم.
وقد حذرنا الله عز وجل أن نسير وراء هؤلاء الذين يسعون إلى تدمير البقية الباقية من ديننا، وأخلاقنا، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} سورة آل عمران الآية 100.
واذا كانت هذه المسابقات محرمة، فإنه يحرم على أولياء الأمور السماح بالمشاركة فيها بأي صورة من الصور، ومن يسمح لبنته ،أو أخته بالمشاركة فيها، فإنه يخشي عليه أن يكون ديوثا. وقد ورد في الحديث عن ابن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثةٌ لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث. وجاء في رواية أخرى: ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء. رواه أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. والديوث هو الذي لا يغار على أهله. كما في لسان العرب.
وقال العلامة علي القاري: والديوث الذي يُقرُ: أي يُثبتُ بسكوته على أهله، أي من امرأته، أو جاريته، أو قرابته، الخبث: أي الزنا أو مقدماته، وفي معناه سائر المعاصي كشرب الخمر، وترك غسل الجنابة ونحوهما، قال الطيبي أي: الذي يرى فيهن ما يسوؤه ولا يغار عليهن، ولا يمنعهن، فيقر في أهله الخبث. اهـ من مرقاة المفاتيح.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني