الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا خير في صحبة شارب الخمر ولا في السكنى معه

السؤال

خاطبي يسكن خارج البلاد بسبب الدراسة، وهو لا يشرب الخمر، ولكن لديه أصدقاء من الوطن العربي ومسلمون يشربون الخمر، ويذهبون إلى الملاهي الليلية، وأحيانا ينامون عنده في شقته. فما الحكم في من رافق شاربي الخمر أو صاحبَهم وجعلهم ينامون في منزله؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخمر: أم الخبائث، وسبب لكثير من الشرور، وشاربها ملعون، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لعن الله الخمر وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه. رواه أبو داود.
فلا ينبغي لخاطبك الاستمرار في مصاحبة هذه الرفقة السيئة، ولا مصادقتهم، ما لم ينتهوا عما هم عليه من المنكر العظيم, فإن المرء على دين خليله، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولا يجوز له الجلوس معهم حال شربهم للخمر؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر. رواه أحمد.
فلا خير في صحبة شارب الخمر، ولا في السكنى معه أو دعوته للبيت، ما لم يتب، ويجوز هجره إن كانت صحبته مضرة لدين المرء، كما هو الغالب على كثير منهم، بل قد يجب هجره. قال ابن عبد البر -رحمه الله-: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت مخالطته تجلب نقصًا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني