السؤال
منذ 15 سنة أبي كان عنده سرطان بالمثانة، وشفي -والحمد لله-، ولكنه منذ ذلك الوقت لا يتحكم في البول أثناء النوم، فيقوم يغير ملابسه عدة مرات بالليل حيث تكون مبتلة جدا بسبب كثرة البول، ولكنه لا يغسل يده، فيخرج ويمسك أي شيء في البيت، وأحيانا يقف بجواري وملابسه مبتلة، ويلمس الكرسي الذي أجلس عليه أو يجلس بملابسه المبتلة على الكراسي قبل أن يغير ملابسه، فأجعل أمي تمسح هذه الأشياء، ولكني أخاف عليها من التلف، وأيضا للمشقة، فأنا لا أفعل ذلك بنفسي لأني مريضة بضمور العضلات، وقليلة الحركة، وضاقت نفسي، وأصبحت موسوسة؛ فأنا لا أمسك هذه الأشياء خشية النجاسة من أجل الصلاة، وأترقب كل شيء، وأخاف لمسه وأشعر أن البيت كله نجس، وأغسل يدي لو لمست أي شيء، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأعرضي عن الوساوس، ولا تبالي بها، وانظري لبيان كيفية علاج الوساوس الفتوى رقم: 51601، ولو نصحت أباك بلين ورفق، أو وكلت أمك بنصحه بألا يجلس بثيابه المتنجسة على المقاعد، فهذا حسن، ثم اعلمي أنه لا يحكم بتنجس شيء بمجرد الشك، فمهما كان الأمر مشكوكا فيه فالأصل الطهارة، ولو أمسك والدك شيئا وأنت تشكين هل يده متنجسة أم طاهرة؟ فالأصل طهارتها، وإن كانت متنجسة لكنها جافة، فإن النجاسة لا تنتقل من يده إلى ما لامسه إذا كان جافًّا كذلك، وانظري الفتوى رقم: 117811.
فاطرحي الشك، ولا تلتفتي إليه، ولا تحكمي بانتقال النجاسة إلا بيقين جازم، وانظري الفتوى رقم: 128341.
وإذا تيقنت تنجس شيء ما، فإن تطهيره يكون بصب الماء عليه حتى يغمر موضع تلك النجاسة، ولا يجب تطهير تلك الأشياء إلا إن كنت تلامسينها حال الصلاة، فإذا شق عليك إزالة تلك النجاسات، فما عليك إلا أن تصلي في مكان لم تعلمي إصابته بالنجاسة، كما يمكنك أن تجعلي للصلاة ثيابًا مخصوصة بحيث تتجنبين الوسوسة في كون الثياب التي تجلسين بها في البيت قد تنجست أو لا.
والله أعلم.