السؤال
هل صيغة التشهد الآتية مخلة بالمعنى: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد ـ وهذه الصيغة أيضا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد؟ وما هو قول الحنابلة فيمن أخطأ في صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ وإذا كان الإنسان متعودا على صيغة خاطئة وكلما قال كما صليت على إبراهيم وبارك على .... رجع بعد كلمة إبراهيم وقال إنك حميد وأكمل بعدها، فهل رجوعه صحيح؟ وهل يلزمه سجود السهو؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك عدة أمور:
1ـ ما سألت عنه من صيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع الصلاة الإبراهيمية كلها صيغ صحيحة, وليس فيها ما يخل بالمعنى.
2ـ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من واجبات الصلاة على الصحيح من مذهب الحنابلة, جاء في المغني لابن قدامة مع مختصر الخرقي: ويتشهد بالتشهد الأول، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ـ وجملته أنه إذا جلس في آخر صلاته فإنه يتشهد بالتشهد الذي ذكرناه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكر الخرقي، وهي واجبة في صحيح المذهب، وهو قول الشافعي وإسحاق، وعن أحمد أنها غير واجبة. انتهى.
لكن لو قال الشخص: اللهم صل على محمد ـ فقد أتى بما يجزئ, وإذا أخطأ في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو أسقط منها بعضا, فصلاته صحيحة, ولا يلزمه سجود سهو, قال ابن قدامة أيضا: والأولى أن يأتي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الصفة التي ذكر الخرقي، لأن ذلك في حديث كعب بن عجرة، وهو أصح حديث روي فيها وعلى أي صفة أتى بالصلاة عليه مما ورد في الأخبار، جاز، كقولنا في التشهد، وظاهره أنه إذا أخل بلفظ ساقط في بعض الأخبار، جاز، لأنه لو كان واجبا لما أغفله النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وننبه السائل الكريم على أن عبارة: اللهم صل ـ ليس فيها ياء بعد اللام لا كتابة, ولا لفظا.
والله أعلم.