السؤال
عندما ألبس لبسًا جميلًا فإنني أحس داخليًا بالهيبة، فهل هذا كبر؟ والناس عندما يسألونني لماذا: "الكندورة قصيرة"؟ أقول لهم بكبر وافتخار: لأنني أحب أن أتبع السنة، فهل هذا تكبر وعجب بالنفس؟ وهل الذي يلبس القصير ولكنه متكبر بلبسه يعد مسبلًا؟ وبماذا نجيب من يقول لنا: إنه يجب أن نواكب الناس في عرفهم الحالي باللباس - وليس لبس البنطال - وأن لا يكون ما تحت الكعبين من المحرم في هذا الزمن وهذه البيئة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم بالضرورة أن يكون شعورك هذا كبرًا، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس.
فالأصل جواز لبس الأشياء الجميلة، طالما خلا ذلك من الإسراف، ولم يكن القصد من لبسها الكبر، وكذلك جوابك بأنك تحب اتباع السنة، إن كان هذا اعتزازا بالسنة، فهو أمر محمود، ومطلوب شرعًا بلا ريب، فالاعتزاز بالمظهر الإسلامي جزء من الاعتزاز بالدين.
والإسبال: إرسال الشيء من علو إلى سفل، كإسبال الستر والإزار ـ أي: إرخاؤه. الموسوعة الفقهية.
وأما من يقصر ثوبه، ولكن يداخله كبر، أو إعجاب بنفسه، فلا يكون مسبلًا، وإنما يأثم بتكبره واختياله، وحيث ثبت تحريم الإسبال، سواء كان بخيلاء أم بدون خيلاء على الراجح، فلا يختلف تحريمه باختلاف البيئات والأزمان، وانظر الفتوى رقم: 21266.
والله أعلم.