السؤال
هل هناك دليل على لفظ الأزل؟ وإذا لم يكن هناك دليل فلماذا نستخدم هذا اللفظ؟ وهل الأفضل أن نستخدم لفظ القديم أم الأزل؟ أرجو التوضيح.
هل هناك دليل على لفظ الأزل؟ وإذا لم يكن هناك دليل فلماذا نستخدم هذا اللفظ؟ وهل الأفضل أن نستخدم لفظ القديم أم الأزل؟ أرجو التوضيح.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن نفرق بين مقام التسمية ومقام الإخبار، ففي مقام التسمية لا يجوز أن يسمى الله سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسله صلوات الله تعالى وسلامه عليهم؛ لأن أسماء الله توقيفية.
وأما في مقام الإخبار: فإن الأمر في ذلك واسع، يقول ابن القيم - رحمه الله -: ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفًا، كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه.
وعلى ذلك، فلا يشرع لنا أن نسمي الله بالأزلي، ولا بالقديم؛ إذ لا دليل على تسميته بذلك، وإنما نسميه باسمه الأول، أما الإخبار عنه بأي من ذلك: فلا بأس به؛ إذ لا يترتب على الإخبار عنه بذلك محذور، فالأزل: استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي، كما أن الأبد استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل، والأزلي: ما لا يكون مسبوقًا بالعدم.
والأزلي قديم، إلا أن القدم منه المطلق، ومنه النسبي، فالقديم المطلق كالأزلي، بخلاف القديم النسبي، قال ابن عثيمين عن القديم في اللغة: فقد يراد به ما كان قديمًا نسبيًا، كما في قوله تعالى: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ { يس :39} ومعلوم أن عرجون النخلة ليس بقديم أزلي، بل قديم بالنسبة لما بعده.
وعلى ذلك، فالإخبار عن الله تعالى بالقديم ليس أفضل من الإخبار عنه بالأزلي، وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي: ما الفارق بين الأزلي والقديم؟ فقال - رحمه الله -: الأزلي: الذي لا أول له، أما القديم: فقد تكون صفة مدح، وقد تكون صفة ذم، وفي القرآن الكريم: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ـ والقديم: ليس من صفات الله، بل هو من صفات سلطانه؛ لأن سلطانه يتجدد، وهو قديم. اهـ.
ويجوز وصف المخلوق بالقديم باعتبار القدم النسبي ـ كما سبق ـ وأما الأزل: فلا يطلق عليه إلا مجازًا، ففي التعاريف للمناوي: الأزل: القدم الذي ليس له ابتداء، ويطلق مجازًا على من طال عمره.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني