السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 21، ومنذ فترة لا أشعر بقربي من الله سبحانه وتعالى وأفعل المعاصي ـ غناء ومتابعة أفلام خليعة، وعادة سرية... إلخ ـ وأفعلها في أي وقت إذا أتتني الشهوة، وعلي صيام شهرين متتابعين وأنوي الصيام في فصل الشتاء لقلة وقت النهار، ولكن كيف أستطيع أن أتخلص من هذه المعاصي قبل الصيام؟ ولماذا لا أشعر بقربي من الله عندما أتصدق أو أصلي؟ أخشى أن يأتيني يوم لا أرى إلا وملك الموت في وجهي وأنا أفعل معصية، عندي تخطيط وتفكير أنني سأفعل كذا وكذا، ولكن إذا أتى وقت الجد أتكاسل ولا أفعل شيئا، أريد نصيحة من أب لابنه، ومن معلم لتلميذه، ومن أخ لأخيه، وادعوا لي بالهداية والمغفرة، وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله لك الهداية والتوفيق، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء وأن يحفظ لك ويصون سمعك وبصرك وفرجك عما حرمه، واعلم أنه تجب عليك أولًا المبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل من سوء ما صنعت، ولا تستصغر تلك المعاصي، فقد تنتهي بك إلى ما هو أعظم ولا تغتر بستر الله عليك، فقد يكشف عنك الستر إن تماديت في المعصية، وثق بأن الله تعالى يقبل توبة عبده، بل ويفرح بها، ويحب التوابين، قال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا {النساء:110}.
وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر 53}.
ومن أعظم ما يعينك على التخلص من هذه المعاصي أن تبادر بالزواج إن أمكنك، فإن الزواج هو أنجع الوسائل المساعدة على العفة وتحصين الفرج وغض البصر بالنسبة لمن يستطيع مؤونة الزواج، ومن لم يستطع مؤونة الزواج وتكاليفه فعليه أن يستعين بصوم النفل حتى يقمع شهوته، ويدل لذلك ما في حديث الصحيحين: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
وقد وعد الله تعالى من تزوج رغبة في العفة بالإعانة والغنى، فقال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.
وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي، والنسائي، وأحمد، وابن ماجة، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.
وقد سبقت لنا فتاوى في شأن العادة السرية تنيف على المائة فراجعها، ففيها بيان الحكم ووسائل العلاج، وهناك رسالة مهمة موجودة على الأنترنت في موقع رسالة الإسلام، واسمها: الانتصار على العادة السرية ـ وهي دراسة أعدها رامي خالد عبد الله الخضر، وقد بين فيها كثيرا من الوسائل العملية للوقاية والعلاج، فراجعها، وقد سبق لنا كذلك بيان وسائل تقوية الإيمان وتحقيق الاستقامة، وذكر نصائح لاجتناب المعاصي، وبيان شروط التوبة وبيان الأسباب المعينة على التخلص من غواية الشيطان، في الفتاوى التالية أرقامها: 10800، 1208، 5450، 33860.
والله أعلم.